البابا فرنسيس معايدًا موظّفي الفاتيكان: نور الله اخترق ظلمات العالم

البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

دعا البابا فرنسيس موظّفي الكوريا الرومانية، الإدارة المركزية لحاضرة الفاتيكان، إلى عيش ثلاثة أفعال ضرورية من أجل إيمانهم وخدمتهم للكنيسة وهي: الإصغاء والتمييز وخوض المسيرة.

جاء كلام الأب الأقدس صباح اليوم في القصر الرسولي الفاتيكاني ضمن لقاء معايدة للكرادلة ورؤساء دوائر الكوريا. فاعتبر الحبر الأعظم أنّ «سرّ الميلاد يوقظ قلبنا على دهشة البشرى غير المتوقّعة: فالله آتٍ وحاضر بيننا ونوره قد اخترق ظلمات العالم إلى الأبد». وشدد على أنّنا بحاجة إلى سماع هذه الرسالة بالأخصّ في زمن موسوم بعنف الحروب ومخاطر التغيّر المناخي والفقر والألم والجوع وغيرها.

البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ورأى أنّ شخصيات الميلاد تعلّم الإصغاء والتمييز وخوض المسيرة. فمريم تذكّر بالإصغاء، هي التي سمعت صوت الملاك وفتحت قلبها لمشروع الله. وفسّر أنّ الإصغاء ليس مجرّد السماع، فهو الانتباه لرغبات الآخر وحاجاته وتخطّي الهيكليات الفكرية والانتصار على الأحكام المسبقة. وطلب منهم الإصغاء بتواضع مثل العذراء، محذّرًا من التحوّل إلى ذئاب خاطفة عند التواصل بين بعضهم بعضًا. وشدد على أهمّية الصلاة لتحقيق هذا الأمر. وحضّ المشاركين على التخلّي عن الرسميات في العلاقات وإحيائها بروح الإنجيل.

البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكوريا الرومانية في القصر الرسولي-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ثمّ توقّف عند التمييز، أحد فنون الحياة الروحية الذي يجرّدنا من ادعاء معرفة جميع الأمور. وتمثّلًا بيوحنا المعمدان طلب منهم أخذ سرّ الله في الاعتبار عند اتخاذ القرارات. فالتمييز، في رأيه، يجعل من الكوريا الرومانية أكثر مطواعيةً لعمل الروح القدس فلا تؤخَذ القرارات فيها بناءً على معايير دنيوية بل بحسب الإنجيل.

وتحدّث عن خوض المسيرة انطلاقًا من خبرة المجوس. فهم يعلّموننا جمال اتّباع المسيح وفرح السير نحو اللقاء به، على حد قوله. واعتبر أنّ الله يدعونا إلى الخروج من مواضعنا الآمنة فيحرّرنا ويحوّلنا وينير عيون قلوبنا. وأعلن أنّ البقاء في مسيرة مستمرة وعدم توقّف البحث عن الحقيقة مهمّان للكوريا الرومانية. وذكّر بأنّ المسيرة، كما حصل مع المجوس، تبدأ بعلامة من العلاء. ورأى أنّ هذه الأمور تتطلّب المحبّة.

البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكرسيّ الرسوليّ وحاكميّة حاضرة الفاتيكان في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكرسيّ الرسوليّ وحاكميّة حاضرة الفاتيكان في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وألقى فرنسيس أيضًا صباح اليوم كلمة أخرى في لقاء معايدة موظّفي الكرسي الرسولي وحاكمية حاضرة الفاتيكان مع عائلاتهم في قاعة بولس السادس. فشرح لهم أنّ سرّ ولادة يسوع يُظهر الأصغرية والاختباء وأنّ الله يولد على هذه الأرض كإله الآخرين.

البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكرسيّ الرسوليّ وحاكميّة حاضرة الفاتيكان في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يلتقي صباح اليوم موظّفي الكرسيّ الرسوليّ وحاكميّة حاضرة الفاتيكان في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وشكر الموظفين على عملهم في الخفاء من أجل خير الكنيسة والمجتمع. وشجّعهم على الشهادة ليسوع. وطلب عدم الاختباء وراء المظاهر والاستقاء من «خمر المحبة والحنان والرأفة». وفي الختام، تمنّى  لهم ولعائلاتهم ميلادًا مجيدًا. وسألهم أن يفتحوا قلوبهم للفرح لأنّ الربّ آتٍ ليسكن بينهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته