بيروت, الأحد 10 أبريل، 2022
ها هو أحد الشعانين، أحد الهتافات والألوان، الأحد الذي نأتي إليه متزيّنين بأبهى حُلَلِنا الخارجيّة، الأحد الذي نهتف فيه ونقول مجاهرين بمسيحيّتنا: "هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ!"
في الحقيقة، اليوم بدأتُ أفهم أكثر من قبل أمرَيْن: الأوّل، كيف أنّ أحد الشعانين، أحد الفرح، هو اليوم الذي نفتتح فيه أسبوع الآلام، آلام ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح؛ والثاني، كيف أنّ الانسان لم يتغيّر منذ ألفي عام، فهم أنفسهم من هتفوا: "هوشعنا!"، صرخوا بعد أيّامٍ قليلة: "اصلبهُ!"، وهذا ما زلنا نفعله حتّى اليوم...
حول تلك النقطتَين، سأتوقّف اليوم معكم أعزّائي القرّاء، عسى ما يُلهِمني إيّاه الله يكون فحصًا لضميري وضميركم مع بداية الأسبوع العظيم.
أوّلًا، إنّ الشعانين هي دعوةٌ إلى الفرح. هذا صحيح، ولكن لكي نحصل على هذا الفرح الحقيقي الذي وعدنا به الربّ يسوع، الفرح الذي لا يُعطيه العالم، لا بُدّ لنا من أن نفرغ قلوبنا من الخطيئة ونملأها من الحبّ الوحيد الذي نأخذه من ذبيحة الخلاص على الصليب. وفي الحقيقة، فإنّ كلمة "هوشعنا" في أصلها الآرامي-العبريّ تعني: "نرجوكَ يا ربّ، خلّصنا"... إنّها صرخة الخطيئة من داخلنا! صرخةٌ بحاجةٍ إلى أن تُجدّدنا وتُعيد لنا الحياة فينا التي نفقدها عندما نقرّر عيش روح العالم بدل روح الله!