«الأنطونيّون في زمن الانتظار»... هو العنوان الذي حمله افتتاح تساعيّة الميلاد في الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة على عتبة ولادة الطفل المخلّص.
فقد احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بافتتاح تساعيّة الميلاد في كنيسة سيّدة الزروع في الجامعة الأنطونيّة الحدت-بعبدا، لبنان بمشاركة الأب العام للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي جوزيف بو رعد ولفيف من الرهبان والشخصيّات.
وقال عبد الساتر في عظته: «أسجد أمامك يا طفل المذود مرةً جديدةً وأنظر وجهك فأرى من خلفه وجوه الأطفال الفزعة التي يغطّيها غبار القنابل ويجمّدها الموت فتلفّها الأكفان البيض ويعانقها التراب ويترك رحيلها في قلوب محبّيها فراغًا يملؤه الحزن والحيرة أمام هول الغضب وقوّة الحقد».
وأضاف: «لقد حقّقت يا ربّ السلام بتجسّدك إذ صالحت الإنسان مع الله ومع أخيه الإنسان. لقد حقّقت السلام بموتك وقيامتك اللذين بهما انتصرت على الشرير ومحوت الخطيئة. لقد حقّقت السلام وأعطيتنا إيّاه لنعطيه بدورنا لبعضنا بعضًا وحتى لأعدائنا فيعمّ العالم أجمع. يا ربّ السلام، إليك نرفع صلاتنا ليصحو حكام العالم من نشوة الكبرياء ومن الطمع ومن حبّ السيطرة، وليتوقّفوا عن قتل الأبرياء من أجل ثروة طبيعيّة أو قطعة بحر أو مدفوعين بشهوة التوسّع والتسلّط. وليعوا أنّ القتل يجرّ القتل والحرب هي درب الخاسرين. كفاهم هدرًا للأموال على القتل والدمار وليصرفوها على التربية والغذاء والتقدّم. يا ربّ السلام اجعلنا نقبل سلامك!».
وتابع عبد الساتر: «يا ربّ، حكّامنا في لبنان يشدّون العصب ويحرّضون على الآخر في العلن ويتشاركون وإيّاه في الخفاء، الصفقات والأرباح. يعزّزون الانقسامات أحيانًا ويسعون خلف الهيمنة أحيانًا أخرى. ليفهم الجميع أنّ كلّ بيت ينقسم على ذاته يخرب. وأنّ شعب لبنان يحتاج إلى السلام قبل كلّ شيء، إلى سلامٍ أساسه الوحدة والمشاركة في الحكم وفي المسؤوليّة، ومن هنا ضرورة انتخاب رئيس للجمهوريّة حتى لا تعمل الدولة من دون رأسها ومن دون مكوّن أساسي فيها».
وفي ختام التساعيّة التي خدمتها جوقة الجامعة الأنطونيّة، كانت كلمة لرئيس الجامعة الأب ميشال السغبيني قال فيها: «لقاؤنا هو لقاء صلاة، لقد اجتمعنا كي نصلّي؛ إنّها ليلة ابتهالٍ بامتياز، ولم نرد منها أكثر من ذلك؛ فالصلاة هي تسبيحٌ وعبادةٌ ضمن حياتنا اليوميّة من المنظور الإلهيّ، صلاتنا أيضًا هي طلبٌ وشكرٌ في آن».
وأضاف: «في افتتاح تساعيّة الميلاد، نحن مدعوّون إلى التواصل مع مصدرنا الإلهيّ، علّنا نستعيد الثقة بالإنسانيّة، ولو مرمَغها بعضهم بالوحول، والثقة بالله التي تثبّت إيماننا وسط الظروف القاهرة، والثقة بفجرٍ جديدٍ يتّسع لكلّ إنسان. نشهد الليلة على تحقيق وعود الله في المسيح يسوع، فليكن لنا فيه كلّ رجاءٍ وتعزيةٍ وخلاص».
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته