بيروت, الاثنين 11 ديسمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار البار دانيال العمودي في 11 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو رجل النسك والصلاة والعبادة، وأحد أشهر القديسين «العموديّين»، بعد القديس سمعان العمودي.
ولِدَ دانيال في ميتارا الواقعة قرب مدينة سميساط، في تركيا الحالية، مطلع القرن الخامس. كانت أمّه عاقرًا، لكنّ الله استجاب لِصُراخ قلبها، وأنعم عليها وعلى زوجها بالطفل دانيال. وفي الثانية عشرة من عمره، دخل الدير، ملبّيًا نداء المسيح، فَزَهدَ بالدنيا وعاش النسك والتقشّف.
ومن ثمّ رَغبَ من الصميم، برؤية القديس سمعان العمودي، فتمكّن من لقائه ونيل بركته. وحين مات رئيس الدير، أجمع الرهبان على انتخابه خَلفًا له، إلّا أنّ رغبته القويّة في الحياة النسكيّة جعلته يعتذر عن تولّي هذا المنصب. وبعدها ذهب إلى القديس سمعان العمودي كي يرشده. فانطلق وفق مشورة الأخير إلى القسطنطينيّة عاكفًا على الصلاة والتأمّل حتى ارتقى أسمى درجات الحياة الروحية.
أراد دانيال أن يتمثّل بأستاذه سمعان، إذ حصل على ثوبه بعد موته عام 459. فسار على خُطاه، وبنى له عمودًا قرب القسطنطينيّة، وصعد إليه. وكان لا يهاب برد الشتاء أو حرارة الصيف. ثمّ شفى باسم الربّ يسوع أشخاصًا لا يحصون من أمراضهم النفسيّة والجسديّة. كما تَتَلْمَذَ على يده كثيرون، وبنى لهم الملك لاوون ديرًا بجوار العمود. حصد دانيال محبّة الجميع، وبعدها رسمه البطريرك أجناديوس كاهنًا وفوّضه الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة على ذلك العمود.