بيروت, الأحد 10 ديسمبر، 2023
«المنقوشة» اللبنانيّة إلى العالميّة... ليس لأنّها وصفة سحريّة أو طعام عرفه العالم حديثًا، بل لأنّها تجذّرت في تاريخ لبنان وباتت جزءًا لا يتجزّأ من يوميّات ناسه. ببساطتها وأصالتها، غدت المنقوشة طعام الفقراء في زمن الغلاء، واستحقّت قبل أيّام أن تكون على لائحة التراث الثقافي لمنظمة اليونسكو. لكن، بعيدًا من قصّة تلك العجينة ومكوّناتها البسيطة، ما علاقتها برسم إشارة الصليب؟
في مبادرةٍ تحمل بعضًا من لبنان الجميل، قرّرت منظّمة اليونسكو إدراج منقوشة الصعتر (الزعتر) اللبنانيّة في لائحتها للتراث غير المادي للبشرية. ووصفت المنظّمة التابعة للأمم المتحدة المنقوشة بأنّها «متجذّرة في الهوية اللبنانيّة».
قد يبدو الخبر عاديًّا في سياقاتٍ طبيعيّة، لكن في خضمّ ما يعيشه اللبنانيّون من أزماتٍ سياسية واقتصاديّة ومعيشيّة متراكمة، تُنعش هذه الخطوة في نفوسهم أملًا خجولًا باستعادة لبنانهم النابض. وفي بيانٍ نشرته على موقعها، قالت اليونيسكو: «المنقوشة هي خبز مسطح يُعدُّ في المنازل والمخابز المتخصّصة، ويستمتع السكّان من جميع الخلفيّات في لبنان بتناوله ضمن وجبة الفطور».
أمّا ما كان لافتًا في بيان المنظمة العالميّة فإشارتها إلى أنّ معدّي المنقوشة من مختلف المشارب الدينيّة، يصلّون كلٌّ على طريقته التماسًا لاختمار العجين. فيتلو المسيحيّون منهم الصلوات ويرسمون إشارة الصليب.