«في لبنان نازحون جدد»... هو العنوان الأبرز لصرخةٍ تردّد صداها في الاتحاد الأوروبي. لم يُقصَد بهذا الكلام النزوح السوري، بل نزوح من نوع آخر يشهده جنوب لبنان بفعل الاشتباكات المتواصلة على الحدود. اشتباكات تسبّبت في تهجير معظم سكّان القرى المحاذية للشريط الحدودي.
هذه الصرخة نقلها رئيس رابطة «كاريتاس لبنان» الأب ميشال عبود في خلال ندوة عُقدت في برلمان الاتحاد الأوروبي-بروكسل، بدعوة من «كاريتاس أوروبا» بمناسبة اليوبيل الثلاثين لتأسيسها.
عرض عبود واقع الأزمة اللبنانية الحالية، وتحدّث عن رسالة كاريتاس واستجابتها للأزمات كافة، بالتنسيق مع الجمعيات العالمية. وأكّد أنّ «الأزمة الراهنة تفوق جميع الأزمات، إذ ظهرت طبقة الفقراء الجدد الذين يتألّمون بصمت، إلى جانب وجود النازحين السوريين على أرض لبنان».
وعن الوضع المأزوم في الجنوب اللبناني، قال عبود: «لا أحد في لبنان يريد الحرب، وكلّنا نسعى إلى السلام». وأشار إلى أنّ «كاريتاس تتدخل لمساعدة النازحين اللبنانيين الذين تركوا قراهم بحثًا عن مكان آمن، ونسعى جاهدين مع جمعيات أخرى إلى احتواء الوضع». وشدّد على أنّ «الجميع يعيش في حالة قلق إزاء الواقع المستقبلي للأزمة».
الجالية اللبنانيّة في بروكسل
بعيدًا من الندوة، اجتمع عبود بمسؤولي كاريتاس أوروبا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، وناقش معهم الوضع في لبنان وحاجات الشعب. كما التقى الجالية اللبنانية في بروكسل، عبر ترؤسه الذبيحة الإلهية في كنيسة القديس أدريانوس والقديس مارون للرهبنة الأنطونية بحضور الأب مارون عون والأب مارون بو رحال.
وأكّد عبود في عظته أنّ «لبنان، في خضمّ أزمته، يجد كثيرًا من القلوب المعطاءة، خصوصًا من اللبنانين في الانتشار الذين هم بمنزلة الأوكسيجين للبنان في الوقت الحالي». وأشار إلى أنّ «عبر الاستمرار في عمل الخير، نضع أعمالنا في قجّة السماء».
واختُتمت جولة الأب عبود بمحاضرة في كنيسة الآباء الكرمليين بعنوان «شهادة عن لبنان»، تناول فيها تاريخ لبنان وموقفه في مواجهة التحديات. وشدّد على أنّ «شعبه يحبّ الحياة ويرفض الاستسلام للألم والموت». ودعا إلى «استمرار الدعم للبنان في ظلّ هذه الظروف الصعبة».
يُذكر أنّ «كاريتاس لبنان» تتحرّك في قرى الحدود اللبنانيّة لمساعدة السكّان الصامدين وسط الاشتباكات. كما تتدخّل بالتنسيق مع الكنيسة المارونيّة لإعانة سكّان القرى المسيحيّة التي نزح معظم أهلها وبقيت قلّة منهم تحرس البيوت والممتلكات وسط ظوف معيشيّة قاسية. وكانت الرابطة دقّت ناقوس الخطر مؤكّدةً أنّها جهّزت نفسها لمواجهة أزمة إنسانيّة محتملة مع تصاعد التوترات الإقليميّة بسبب الحرب المستمرّة في الأراضي المقدّسة.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
في ظلّ تسارع الأحداث وتصاعد صدى الأزمات في المنطقة، تقف كاريتاس لبنان، بكل ما تمثّله من قيم ومبادئ، لتُعلن بمزيجٍ من الحزم والأمل عن الضائقة التي تواجهها المنظمة والبلاد.
تتمدّد رقعة الاشتباكات على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة لتصل إلى عمق بعض البلدات المتاخمة للخط الأزرق. ففيما كانت شظايا الاشتباكات مقتصرةً على أطراف بعض القرى، يبدو أنّ المعادلة تبدّلت من دون أن تسلم من تبعاتها القرى المسيحيّة وأهلها الصامدون.