بيروت, السبت 9 ديسمبر، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس فرنسيس باولا في تواريخ مختلفة منها 9 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو من كرّس حياته بكاملها لأفعال العبادة وممارسة التقشّف.
ولِدَ فرنسيس في مدينة باولا في إيطاليا عام 1416. نشأ وسط عائلة فقيرة ومتواضعة، وحين لم يُرزق والداه التقيّان أطفالًا، رفَعَا الصلاة الحارَّة ومن كلّ قلبيْهما مع شفيعهما القديس فرنسيس الأسيزي، فأعطاهما الربّ القدير والرحوم ثلاثة أطفال، كان فرنسيس أكبرهم. فنذراه مدّة سنة لخدمة رهبان مار فرنسيس الذين أحبّوه كثيرًا، وأُعْجِبوا بفضائله التي لا تُحصى.
سار فرنسيس في حياته على خُطى شفيعه القديس فرنسيس الأسيزي، فتميّز بتواضعه وتقواه، وكذلك تخلّى عن قشور هذا العالم وعاش في مغارة صغيرة لستّ سنوات متتالية، وكرّس كلّ وقته لأفعال العبادة وممارسة التقشّف، وكان يأكل الخبز والحبوب مرّة واحدة كلّ يوم ولم يتناول اللحم أبدًا. وحين فَاحَ عطر قداسته من حوله، حضر إليه الناس من كلّ صوب، وتتلمذ على يده كثيرون.
ثمّ أنشأ كنيسة وديرًا لهم، ولم يكن يومها له من العمر سوى تسعة عشر عامًا. وبعدها نصَّ قانونًا لأتباعه تمحور حول التوبة والإحسان والتواضع، وأضاف إليه النذور الرهبانيّة الثلاثة، إلى جانب كتابته قانونًا للراهبات. وحمل رهبانه لقب «الإخوة الأصاغر». واعترف الكرسيّ الرسولي برهبانيته وثبتها عام 1506.