طفل المغارة يَقرَع أبواب قلوبنا
يحملنا طفل المغارة، وفق الهاشم، إلى الاستعداد على المستوى الروحي من أجل استقباله: «لكنني أقول لكم أيها السامعون: أحبّوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم» (لو 6: 27-28). فثمرة التسامح تعلّمنا عيش صلاة الأبانا بالفعل لا بالكلام فحسب: «إن غفرتم للناس زلّاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس، لا يغفر لكم أبوكم زلّاتكم» (مت 6: 14-15).
وتابع الهاشم: «إنّ طفل المغارة لا يولد في قلوب منغلقة ومتحجّرة لا رحمة فيها ولا محبّة، إنّه يقرع بقوّة الحبّ أبواب قلوبنا، وينتظر كي نفتح له ليسكن فيها. وعندما نصغي إلى كلمة المسيح من خلال بصيرتنا، نبلغ مع القديس فرنسيس الأسيزي أجمل ما أنشده في جوهر ميلاد يسوع: «يا ربّ، اجعلني أداة لسلامك، فأنشر المحبّة حيث البغضاء، والتسامح حيث الإساءة، والوفاق حيث الخصام، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشكّ، والرجاء حيث اليأس، والفرح حيث الحزن».
التمثّل بيسوع المسيح
أضاف الهاشم: «إنّ المسيحيّ مدعوّ إلى التمثل بيسوع المسيح الذي طلب المغفرة لصالبيه مناجيًا الآب السماويّ: «يا أبتاه اغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون» ( لو 23: 34). وقد يحملنا ضعفنا البشريّ إلى السؤال مع القديس بطرس: «يا ربّ كم مرة يخطئ إليّ أخي وأنا أغفر له، هل إلى سبع مرات»؟ (متى 18: 21)، فنسمع صوت الربّ في داخلنا مُرَدِّدًا: «لا سبع مرّات بل سبعين مرّة سبع مرّات» (متى 18: 22).
وذكر أنّ «هناك صلة قويّة بين التسامح والتواضع؛ فالإنسان المتواضع يرى في نفسه أنّه أيقونة حيّة ليسوع، إذا شُتِمَ يقبل الشتيمة من دون تَذَمُّر. وهناك أيضًا صلة قويّة بين المحبّة والتسامح؛ فالإنسان الذي يحبّ لا يمكن ألا يتقبل أخطاء الآخرين». ويقول القديس بولس: «احتملوا بعضكم بعضًا، واصفحوا بعضكم عن بعض إذا كانت لأحد شكوى من الآخر. فكما صفح عنكم الربّ، اصفحوا أنتم أيضًا. والبسوا فوق ذلك كلّه ثوب المحبة فإنها رباط الكمال» (كو 3: 13، 14).