بيروت, الأربعاء 22 نوفمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة سيسيليا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هي من كانت نموذجًا للمرأة المسيحيّة، في حفاظها على بتوليتها وكذلك في تحمّلها آلام الاستشهاد.
ولدت سيسيليا في القرن الثاني، وترعرعت وسط أسرة نبيلة، من أشراف روما. اعتنقت الديانة المسيحيّة بالسرّ عن أهلها. ثمّ جاءت الساعة التي لم تكن تتمنّى سيسيليا وصولها، إذ قرّر أهلها تزويجها بشاب وثنيّ، يدعى فالريانوس. حينئذٍ اضطرّت إلى الخضوع لرغبة ذويها، لأنّها لم تتمكّن من البوح بسرّها لهم، فسلَّمت أمرها للربّ، بعدما كانت قد نذرت بتوليتها للمسيح.
وفي ليلة عرسها، وبعدما انصرف المدعوون، وظلّت سيسيليا مع عريسها وحيدَين، قالت له: «سأكشف لك سرًّا، ثمة ملاك واقف هنا، وهو حارسي وحارس عذريتي، لذا لا يمكنك أن تلمسَني». فَدُهِشَ من كلامها، وقال لها: «أين هو الملاك؟ لماذا لا أراه أنا أيضًا؟». فأجابته: «لأنّه لا يمكنك رؤية الملاك إلّا إذا آمنت بالمسيح ومُنِحتَ سرّ العماد».
اعتنقَ زوجها الإيمان المسيحيّ بعد ذلك واعتمد. فتراءى له عندئذٍ ملاك من نور، ففرح وذهب إلى أخيه تيفورتيوس وبشّره وهداه. وحين اندلعت نيران اضطهاد المسيحيين، أخذ فالريانوس وأخوه تيفورتيوس يتسلّلان ليلًا، لدفن الشهداء، وتوزيع الحسنات على المسيحيين في مخابئهم. ولمّا ذاع صيت أعمالهما الصالحة، قُبِضَ عليهما.