كركوك, الاثنين 20 نوفمبر، 2023
تتالت الأحداث الدراماتيكيّة على منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بسرعة مطّردة. فازدادت الحيرة إزاء مصاعب، عالميّة أكثر منها إقليميّة، مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وانقطاع تصدير الحبوب للبلدان الفقيرة، وحرائق الغابات، ومشكلات التغيّر المناخي، والجوع في أفريقيا، والحرب الفلسطينيّة الإسرائيليّة وغيرها. كلّها وسواها وضعت السلام العالميّ في دائرة الخطر وهي تدعونا اليوم لنتوقّف ونفكّر.
وإزاء الخشية من الفوضى وتداعياتها، برز موضوع الحفاظ على «النظام» في المجتمعات والدول. وفي هذا الصدد، حاورت «آسي مينا» رئيس أساقفة كركوك والسليمانية الكلداني المطران د. يوسف توما.
مرض قديم جدًّا
أكّد توما أنّ «الخوف من الفوضى، مرض قديم جدًّا، ارتبط بفكرة الخلق. فنقرأ في سفر التكوين أنّ الأرض كانت خاوية خالية، أي فوضى». وأوضح توما أنّ فكرة الخلق في الشرق القديم، السابق للتوراة، لم تأتِ من العدم، بل لأجل ترتيب كلّ شيء وتنظيمه. ولكنّ هذه الفكرة السابقة للتوراة جاءت متأثرة بما سبقها من أساطير أعّدها توما «أمّ جميع البلايا!». فشرح أنّ «الأساطير لم تمت، بل حُوِّرَت وعُصرِنَت وتُرجمَت في غزوات وثورات وانتفاضات دمّرت بلدانًا وقتلت شعوبًا، ليحيا الترتيب ويسود النظام».