فوق إحدى أعلى قمم جبال القلمون، شمالي مدينة دمشق السوريّة، وعلى بعد 8 كيلومترات من صيدنايا، يرتفع دير الشيروبيم البطريركي للروم الأرثوذكس، أو دير «مار شاروبين» كما يسمّيه أهالي المنطقة.
يطلّ الدير على أحد أروع المشاهد الطبيعية السورية، حيث تجتمع سهول وجبال وتلال بشكل عجائبي.
كنيسة وساحات ومغاور
يروي التقليد المسيحي المحلّي أنّ الدير تأسّس في القرن الخامس. وهو يتألف من مبنى وكنيسة وساحات كبيرة تحيط بهما. وعلى التلّة المجاورة له، عدد من المغاور يُعتقَد أنّها تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، استُخدِمت في أزمنة لاحقة مخبأً للمسيحيّين الأوّلين. ثمّ لجأ إليها الرهبان للتعبّد بشكل فردي أو جماعي.
وفي وقت لاحق أُضيفت إليها بضعة مبانٍ، بعضها للأيتام، وغيرها لإقامة مخيمات ولاستقبال الزوار والسياح من داخل سوريا وخارجها.
أرفع طغمات الملائكة
سُمّي الدير المتفرّد بارتفاعه نحو 2000 متر عن سطح البحر، بهذا الاسم إشارةً إلى ملائكة الشيروبيم والسيرافيم، أرفع طغمات الملائكة. عليه تنطبق آية المزمور «يا جالسًا على الكَروبينَ أشرق» (80: 2). وهو هيكل أو عرش للربّ ومكان ملائم لتقديم العبادة.
مخلّص البشريّة من الخطيئة
يمتاز دير الشيروبيم باحتضانه تمثالًا للمسيح من البرونز في واجهته الشرقيّة. يشمخ التمثال فوق أعلى قمة في منطقة القلمون. ونصبته الجمعيّة الروسيّة «إحياء تراث القديس بولس في الشرق» عام 2013 في خلال الحرب السوريّة.
وإلى جانبه، تمثالان آخران لآدم وحواء يسجدان لعظمة المسيح ورحمته طالبَيْن غفران خطيئتهما. ويهدف ذلك إلى مساعدة التائب على استعادة صلته بالله الخالق والمخلص ليولد من جديد.
يمكن مشاهدة التمثال من مسافات بعيدة عبر الأراضي المحيطة. ويبلغ ارتفاعه مع قاعدته نحو 22 مترًا، 10 أمتار للقاعدة و12 مترًا للتمثال.
الجدير بالذكر، أنّ دير الشيروبيم تعرّض للتدمير في القرن السادس عشر إبان الاحتلال العثماني لبلاد الشام. وقد أعيدَ بناؤه عام 1982 ليصمد في خلال الحرب السوريّة مع تمثال المسيح حاميًا أهالي المنطقة.