درنة, السبت 11 نوفمبر، 2023
في أكبر كارثة من نوعها منذ عشرات السنوات، شهدت ليبيا قبل نحو شهرين «إعصار دانيال». إعصار خلّف آلاف الضحايا والمفقودين بعدما اجتاحت السيول مدنًا عدة وعلى رأسها درنة شرقيّ البلاد، ما أسفر عن تدمير ربع المدينة تمامًا. فما الذي نعرفه عن هذه المدينة وعن ارتباطها بالمسيحية؟
درنة الحالية مدينة ساحلية بُنِيت في القرن الخامس عشر على موقع مستعمرة يونانية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد. تتميز بموقع استراتيجي جعل أرضها بشكل أو بآخر تشهد على أول معركة برية خارجية للولايات المتحدة الأميركية في تاريخها عام 1805.
كذلك، تتسم درنة بطبيعة خلابة قلّ نظيرها في الشمال الأفريقي. وتُعدّ مهد الثقافة الليبية وموطن مسرحها الأول. وكانت مقاهيها ومراكزها الثقافية ملتقى لمحبي المعرفة من أهلها. حتى إن الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية قد حُوِّلت إلى مركز ثقافي أعيد ترميمه وافتتاحه قبل عامين، ولكنّ السيول محته من الوجود.
شكّل الإعصار الأخير ضربة قاضية للمدينة ولإرثها الثقافي على حدّ سواء. وهو ما تتحمل الحكومات الليبية المتعاقبة في العقود الأخيرة جزءًا كبيرًا من مسؤوليته لإهمالها المدينة؛ ما أدى أولًا إلى زيادة معدلات الفقر وبالتالي توفر البيئة الخصبة لاستيطان التطرف.