أربيل, الجمعة 10 نوفمبر، 2023
«كان أوجين من بلادٍ في حدود مصر من جزيرة قليزما في البحر، وكانت صناعته الغطس في البحر وإخراج اللآلئ، وكان يوزعها على الأديرة والبيَع والمساكين»… هكذا يعرّفنا كتاب «سيرة أشهر شهداء المشرق القدّيسين» المطبوع في دير الآباء الدومنيكيّين بالموصل عام 1906 بالقدّيس، موضحًا أنّ «أوجين» باليونانيّة تعني الشريف الفاضل.
ترهبَن في ديرٍ بناه في أرضه، ولمّا ذاع خبر معجزاته، قصد دير مار فاخوميس ودخله بصفة مبتدئ. «ثم هرب من هناك خوفًا من المجد الفارغ وأتى مصر، فخرج إليه النسّاك فوعظهم» واصطحب منهم قرابة سبعين، قاصدين بلاد نصّيبين في ما بين النهرين.
في إثر معجزة صنعها القدّيس، باسم يسوع المسيح، ذاع خبره ورفاقه، لكنهم اعتزلوا الناس وقصدوا جبل الأزل «طور عبدين» وقضوا في مغارة هناك ثلاثين سنة من الزهد والتقشّف.
تزايدت أعداد الرهبان الذين يتنافسون في الأعمال الصالحة و«يشفون الأمراض ويخرجون الشياطين». لكنهم انحدروا من الجبل، وشرعوا «يكرزون ببشارة الملكوت ويتلمذون القرى... وكان الله يصنع على أيديهم معجزات كثيرة» في إثر دعوة الملاك للقديس في رؤيا: «قم أنذر أنت وأخوتك بالإنجيل، غير خائفين من الذين يقتلون الجسد، ولا قدرة لهم أن يقتلوا النفس».