حلب, الأربعاء 8 نوفمبر، 2023
من صميم الألم المتفشي في عالمنا عمومًا وفي المنطقة العربية خصوصًا، صدحت «صرخة سلام» بأفواه كورال وأوركسترا «آربا». صرخة حملت الرجاء لتزرعه في قلب كلّ متألم ضمن أمسية موسيقية برعاية رئيس أساقفة حلب للموارنة يوسف طوبجي، احتضنتها أدراج هيكل كاتدرائية مار الياس المارونية في حلب السوريّة.
روى قائد الفرقة المايسترو جميل البيطار عبر «آسي مينا» تفاصيل «القضيّة الموسيقية ومسيرة النضال» اللتين تبناهما منذ بدء مسيرته بغية إيصال هذا النمط المميز من الموسيقى إلى قلوب جميع مستمعيه. وشرح أنّ الفن المُقدَّم في تلك الأمسية ليس فقط صلاة بل ثقافة موسيقية عالميّة تحمل في طياتها موسيقى عصرَي الباروك والنهضة اللذين كانت الكنيسة فيهما مصدرًا للفنون والموسيقى. وأردف: «وثّق التاريخ هذه الأعمال الموسيقيّة بصفته إرثًا عالميًّا أكثر من كونه إرثًا دينيًّا، وأصبحنا نحن اليوم نتناولها كمادة موسيقية».
أمّا عن رسالة الأمسية، فقال البيطار: «جميعنا نعيش واقعًا أليمًا على مختلف الصّعُد وكلّ شخص منّا يمتلك رغبة للمبادرة بتقديم أيّ جهد يعكس هذا الواقع أو محاولة المشاركة في إصلاحه بطريقة ملائمة لدوره في المجتمع؛ فالجندي في أرض المعركة والموسيقى من على خشبة المسرح والصحافي بواسطة قلمه، أي كلّ فرد بحسب اختصاصه. ونحن كموسيقيين وجوقة ولدنا في قلب هذا المجتمع ولا نستطيع الانعزال عنه والعيش بحالة وردية، لذلك أطلقنا "صرخة سلام" تضمّنت دعاءً للرحمة على أرواح الشهداء وصلاةً على نيّة جميع المتألمين في العالم».