البابا فرنسيس يترأّس قدّاسًا لراحة نفس بنديكتوس السادس عشر
البابا فرنسيس يترأّس قدّاسًا لراحة نفس البابا بنديكتوس السادس عشر في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/وكالة الأنباء الكاثوليكية
أكّد البابا فرنسيس أنّ البابا بنديكتوس السادس عشر شدد مرّات عدة في خلال حياته على أنّ الإيمان ليس فكرة يجب فهمها أو أخلاقيات يجب عيشها، بل لقاء مع شخص يسوع المسيح. وذكّر بقول البابا بنديكتوس عن ذاته بأنّه عامل متواضع في حقل الربّ.
توقف البابا في عظته عند الشفقة والتواضع. وشرح أنّ المسيح عندما زار بلدة نائين ورأى ميتًا محمولًا وهو وحيد لأمّه الأرملة، أخذته الشفقة عليها (لوقا 7: 13).
وفسّر الأب الأقدس أنّ يسوع يتوقّف أمام وجع الموت. وأشار إلى أنّ إنجيل لوقا يستخدم كلمة الربّ للمرة الأولى في ذلك النصّ. وقال إنّ ألوهية الله تتلألأ عندما تلمس مآسينا، لأنّ قلب الربّ شفوق، مشددًا على أهمية نقل نظرة الشفقة لمن يتألّم بسبب موت أحبّائه.
وذكّر البابا بأنّ يسوع لمس نعش الميت، مع أنّ ذلك كان يُعدّ تصرّفًا يدنّس فاعله. لكنّ يسوع لا يتوقّف عند هذه العادات بل يحمل شفقة الله ورحمته للبشر. وهو لا يعظ عن الموت بل يقول للأرملة: «لا تبكي!» لأنّه هو من يمسح كلّ دمعة من كلّ وجه، كما أردف فرنسيس.
وسلّط الحبر الأعظم الضوء على أهميّة هذه الأعجوبة، لأنّ الكتاب المقدس يَعدّ الأرملة واليتيم والغريب أكثر الناس وحدةً، وهم لا يستطيعون الرجاء سوى بالله. لذلك هم الأعزّ على قلب الربّ.
وفي الجزء الثاني من عظته، تحدّث البابا عن التواضع، معتبرًا الأرملة واليتيم أكثر الناس تواضعًا يضعون ملء رجائهم على الربّ. فمن يتخلّى عن ادعاء الاكتفاء الذاتي يتّكل على الله ويثق به. ووصف البابا هؤلاء الأشخاص بالفقراء بالروح، كاشفي الصِغَر (الروحي) العزيز على الربّ. وزاد فرنسيس أنّ الله يحبّ فضيلة التواضع لأنها تسمح له بالتفاعل معنا، ولأنّه هو التواضع.
وفي ختام عظته، طلب الأب الأقدس من الحاضرين أن يسألوا الله نظرة شفوقة وقلبًا متواضعًا. ودعاهم إلى الصلاة من أجل الراقدين. وترجّى أن يجدوا الحياة الأبدية فيفرحوا مع مريم التي رفعها الله ونظر إلى تواضعها.