بيروت, الأحد 29 أكتوبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسة أنسطاسيا الكبرى في تواريخ مختلفة، منها 29 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هي من تمسكت بإيمانها القويم حتّى الاستشهاد حبًّا بالمسيح.
نشأت أنسطاسيا وسط أسرة مسيحيّة فاضلة رومانيّة، في عهد الملك فاليريانوس والوالي بروبُس. فتوفَّرت لها جميع سبل العيش الرغيد، كما حصّنتها أسرتها بالتمسك بوديعة الإيمان الحقّ .
كانت شابة جميلة وثريّة جدًّا، لكنّ قلبها اشتعل حبًّا بالربّ يسوع منذ طفولتها. فَنذرت بتوليتها له، ثمّ وَزَّعَت أموالها على المسيحيّين الذين حُكِمَ عليهم بالسجن بسبب إيمانهم القويم، وعلى الفقراء والمساكين. وبعدها اعتَزَلَت مجد العالم في منزل صغير، مع مجموعة من العذارى، وقد كانت القيّمة عليهنّ امرأة تقيّة اسمها صوفيا، سعت إلى تثبيت أسمى الفضائل النورانيّة في وجدانهنّ، وكانت تحضّهنّ باستمرار على عيش النسك والتقشّف والتقوى وأعمال الرحمة.
وفي أحد الأيام، وصلت أخبار أنسطاسيا وما تملك من قوّة إيمان راسخ بالمسيح إلى الوالي بروبُس فأمر جنوده بالقبض عليها. وحين بلغت مقرّه سألها عن معتقدها، فأجابت بكلّ جرأة ومن دون خوف بأنّها مسيحيّة. عندئذٍ غضب الوالي ثمّ حاول التأثير عليها بجعلها تنكر إيمانها القويم، لكن بلا جدوى، فتجّذرت أكثر في محبّة المسيح. أخذ بعدها يهدِّدها إلّا أنّها لم تخف منه، فأمر جنوده بتعذيبها.