أربيل, الأربعاء 25 أكتوبر، 2023
في النصف الثاني من القرن الرابع، ولد مار بثيون (فثيون) لأبوَين مجوسيَّين، في قرية داوين التي يمر بها نهر ديالى، وكانت تابعة لمقاطعة بيث لاشبار على الحدود العراقيّة الإيرانيّة الحالية.
عرف بثيون الإيمان المسيحي على يد معلّم يدعى يعقوب. ثم شرع بمعيّة عمه يزدين في التبشير بالإيمان المسيحي بين المجوس كما ورد في كتاب «سيرة الشهيد مار بثيون» للأب بطرس حداد.
شاع خبر صلاح القديس وتقواه، وحينما أصيبت أناهيد ابنة آذورهرمزد، حاكم منطقة لاشبار، بروحٍ خبيث، أشار على الحاكم جلساؤه بالاستعانة ببثيون ليبرئها من سقمها. فقالوا: «إنّ في الجبل راهبًا قديسًا يعمل المعجزات، فإذا أحضرته أبرأ ابنتك»، بحسب رواية كتاب «سيرة أشهر شهداء المشرق القدّيسين» للمطران أدّي شير.
فأمرهم الحاكم بأن يأخذوا ابنته إلى بثيون. فوصلوا إلى قلّايته بالجبل وصلّى عليها القديس وشُفِيَت من علّتها، ثم عاد وشفاها مرّة أخرى من مرض ألمّ بها. وبعد رؤيةٍ عجائبيّة، اختارت أناهيد أن تقبل الإيمان المسيحي ثم أعقبها والدها، فاهتديا وتعمّدا على يد بثيون وثبتا في الإيمان حتى نالا إكليل الشهادة.