وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول، على هامش السينودس، عقد ثلاثة لاهوتيّين مؤتمرًا بعنوان «الكنيسة والسينودس مرادفان: أنماط الكنيسة السينودسية وأشكالها». وكان من بين المتحدثين رئيس الأساقفة روبرتو ريبولي، وهو مُجدِّد أوكِلت عليه إدارة الرعايا في أبرشيته تورين للعلمانيين.
ورأى ريبولي أنّ المجمع الفاتيكاني الثاني لم يعالج واقع الكنائس المحلية بالكامل. ودافع عن السينودسية لدمج الإنجيل بالثقافة التي تعيش فيها الكنائس المحلّية، مشددًا على الثقافة الديمقراطية في تلك الكنائس.
وبحسب المونسنيور جياكومو كانوبيو، أستاذ لاهوت متقاعد من الكلية اللاهوتية الجنوبية ومشارك في المؤتمر، «السينودس تنفيذٌ لفكرة قديمة عن الكنيسة وهو استجابة لعلامات الأزمنة». ومع ذلك، فإنّ السينودس، قبل كل شيء، مكافحة للإكليروسية، وهو موضوع أبرزه الكاردينال جان كلود هولريخ، المنسّق العام للسينودس، في أثناء مناقشة الوحدة ب 3 من وثيقة العمل.
وأخيرًا، عبّرت سيمونا سيجولوني روتا، وهي أستاذة في معهد يوحنا بولس الثاني الحبري، عن رأيها قائلةً: «إنّ التحدّث عن الأساقفة من دون التحدّث عن شعب الله أمرٌ مستحيل».
وفي السينودس أيضًا، بدأ العمل على الوحدة ب 3 من وثيقة العمل، أي الوثيقة الخاصة بالسينودس. وكان تركيز على «مسألة السلطة ومعناها وأسلوب ممارستها داخل الكنيسة السينودسية». وبكلمة أمام الجمعية السينودسية في إحدى الجلسات العامة ركّز اللاهوتي الإيطالي الأب داريو فيتالي على مسألة السلطة والتغييرات العملية في الكنيسة المؤسّسيّة. واقترح اللاهوتي ضرورة «إعادة تصوّر الكنيسة بأسلوب سينودسي، بحيث يُعاد تفسير الكنيسة وكل ما فيها، أي الحياة والمسيرات والمؤسسات، في سياق السينودسية».
وتُقدم هذه المناقشات وجهات نظر متنوعة، فلا يتشارك جميع المشاركين وجهات نظر مماثلة. وجرى تداول إشاعات عن غياب بعض الشخصيات، بتخطيط مسبق، لتجنب المناقشات الجدلية أو الامتناع عن معارضة بعض المواقف. وهو ما يشكّل تحديًا لرؤية السينودس كتجمّع متناغم.
التقويم الجديد
قدم منظِّمو السينودس جدولًا زمنيًّا جديدًا للإجراءات. وبدت لافتة مسودة التقرير التلخيصي الذي وصفه روفيني بـ«القصير والانتقالي». وسيُقَدَّم التقرير إلى المندوبين كوثيقة موحّدة بدلًا من تقسيمه إلى جزأين.
ويهدف هذا التعديل إلى إضفاء مزيد من الاعتبار على خريطة الطريق في المرحلة الآتية من المسيرة السينودسية المؤدّية إلى الدورة الختامية المقرَّرة في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتُنشر رسالة إلى شعب الله في ختام هذه الدورة السينودسية. فتشكّل هذه الخطوة سابقةً مقارنةً بالممارسة المعتادة التي كانت تقتصر على نشر الرسالة عند نهاية العملية السينودسية بأكملها.
ونتيجةً لذلك، يتوقف السينودس عن أنشطته بعد ظهر 23 أكتوبر/تشرين الأول وطوال يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول من أجل التباحث في رسالة الجمعية العامة إلى شعب الله. وتبدأ المناقشات أولًا في دوائر صغرى، لتنتقل بعدها إلى نطاق أوسع في الجمعية العامة.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
أسئلة حول منهجيّة السينودس
يُظهِر هذا الجدول الجديد مرونة واستجابة من قبل آباء السينودس. ويؤكّد أيضًا أنّ السينودسية أسلوب للاستماع المستمر. ومع ذلك، يثير هذا التقويم مخاوف بشأن إمكان تحوّل الجمعية السينودسية إلى مناقشات مستمرة، فيصعب بذلك الوصول إلى خلاصات نهائية في الواقع وتبقى المسائل كلّها قيد المناقشة.
وعبّر كثيرون من المشاركين عن شكوكهم إزاء نجاح هذا الأسلوب، وإن كان ذلك من دون ذكر أسمائهم، خوفًا من انتهاك السرّية المطلوبة للسينودس.
وتدور هذه الشكوك حول تخصيص طاولات ومواضيع فرعية جديدة للمشاركين في بداية كل وحدة. وتتمحور المخاوف أيضًا حول أنّ الجميع، عبر هذه المقاربة الجديدة، يناقشون مواضيع معينة على طاولاتهم. ولكن قد لا يكوّن الجميع رؤيةً شاملةً عن السينودس.
وأضف إلى ذلك، أنّ المدة القصيرة لكل مداخلة، المحدودة بأربع دقائق، تصعّب التعبير عن الأفكار المعقّدة، ما يدفع إلى حوار عاطفي. وقد أثارت مداخلة واحدة على الأقلّ الدهشة في الجمعية العامة. ويسود قلق بين المشاركين وتخوّف من التلاعب بالحقائق بغرض التأثير العاطفي.
وقد اشتكى بعض آباء السينودس أيضًا من أنّ المقاربة تبدو «متمركزةً حول الغرب بشكل مفرط»، أقلّه في القضايا المتعلقة بالجنس والجندر. ومع ذلك، ينبغي الانتظار لمعرفة ما إذا كان التقرير التلخيصي سيشمل فعلًا جميع وجهات النظر. إذ سيجري التصويت على النصّ النهائي، ما قد يؤدي إلى إغفال الفوارق الدقيقة المهمة والآراء المختلفة.