بينما يستمر القتال في الأراضي المقدسة بين حركة «حماس» والجيش الإسرائيلي، تبذل الكنيسة كلّ ما في وسعها لتخفيف وزر الحرب عن كاهل رعاياها المتضررين.
فنزيف الدماء والتهجير لم يستثنِ المدنيين في غزّة، الذين نالوا النصيب الأكبر في هذه الحرب المُستعرة، في منطقة لم تعرف الأمان والاستقرار منذ نحو 75 عامًا.
منازل مدمّرة وأُسَر نازحة
في حديث خاص إلى «آسي مينا» كشفت نسرين أنطون، مديرة المشاريع في رعية العائلة المقدسة أنّ هناك 20 منزلًا لمدنيين مسيحيين دُمِّرت بالكامل نتيجة القصف الإسرائيلي، عدا عن المنازل المتضرّرة جزئيًّا.
وكنيسة العائلة المقدسة هي الرعية اللاتينية الوحيدة في القطاع، وبالتحديد في مدينة غزة، شمالي القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب الأسبوع الماضي من المدنيين الفلسطينيين إخلاء المنطقة والتوجّه جنوبًا. لكن لا يزال مئات الأشخاص يحتمون حتى اليوم في الكنيسة والمباني المحيطة بها.
وشرحت أنطون أنّ عدد المسيحيين اللاجئين إلى دير اللاتين حتى تاريخ اليوم يُقدّر بنحو 500 شخص، بالإضافة إلى آخرين يقيمون في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس. وتحدثت أنطون عمّا تقدمه الكنيسة للأسر النازحة، فأوضحت: «فتحنا القاعات والغرف في الكنيسة والمدرسة. وزوّدنا النازحين بالفُرُش والمخدات والأغطية. كما نقدم لهم الماء والطعام وأدوات النظافة الشخصية».
نقص في الماء والمأكل والأدوية
من جهة أخرى، لفتت أنطون إلى صعوبات عدة تواجهها الكنيسة: «نعاني انقطاعًا في التيار الكهربائي، مع صعوبة تأمين السولار لمولّد الكهرباء. بالإضافة إلى صعوبة في الاستحمام، فالمياه شبه مقطوعة وأعداد الأشخاص لدينا كبير. كذلك الفُرُش لا تكفي لنوم الجميع. أيضًا، لدينا مشكلة تتعلّق بالمواد الغذائية، فليس من السهل إيجادها وبالأخص الخبز. فحاليًّا تعمل في غزة أربعة مخابز فقط، كما أنّ بعض الأدوية بات مفقودًا من الصيدليات».
الصلوات مستمرّة
ختمت أنطون بالإشارة إلى أنّ «مدينة غزة دُمِّرت تمامًا، مع ذلك لم يستشهد أيّ مسيحي حتى هذه الساعة. كما أنّ الكنيسة سليمة ولم تتعرض لأذى لكنّ أحدًا لا يعلم ماذا سيحدث في الأيام المقبلة».
تجدر الإشارة إلى أنّه رغم الحصار وقساوة الحرب، ما زالت الكنيسة تفتح أبوابها للمصلّين يوميًّا، وتمارس واجباتها الروحية تجاههم. ففي مقابل صور الحزن والموت، شهدت الكنيسة يوم الأحد الماضي فرحًا وولادة روحية جديدة تمثلت في عماد الطفل دانيال علاء شاهين. ويتلو المؤمنون صلوات على ضوء الشموع مساءً بسبب انقطاع التيّار الكهربائي.