وفي مؤتمر صحافي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، اشتدت التوترات المحيطة بمشاركة مجتمع الميم عندما دعا الكاردينال جوزيف توبين من نيوارك-نيوجيرسي إلى مزيد من الاقتراحات الراعوية تجاه الأفراد المثليين، قائلًا: «إنّ جمال كنيستنا الكاثوليكية الحقيقي يتجلّى عندما تكون الأبواب مفتوحة للجميع. آمل أن يساعدنا السينودس مساعدةً قيّمة». وفي ردٍّ على ما قاله الكاردينال، سأل صحافي مراسل عمّا إذا كانت أبواب الكنيسة مغلقة بالنسبة إلى بعض الكاثوليك التقليديين.
وأكّد الأسقف الكاثوليكي الأميركي أيضًا أنّ النزاعات المسلّحة الحالية أسرت عقول المشاركين. فتطرقت مارغريت كرّام، رئيسة حركة الفوكولاري، إلى هذا الموضوع يوم الخميس. وتحدثت كرّام، المولودة في الأراضي المقدسة، عن الصراع بين إسرائيل و«حماس»، مُقدّمةً وجهات نظر عن تجربة المسيحيين في العراق وعن المشهد الكنسي الأفريقي.
هل الأصوات جميعها مسموعة؟
يبذل منظِّمو السينودس جهدًا ملحوظًا للتأكّد من أنّ جميع الأصوات مسموعة. ومع ذلك، أثار النهج الجديد والسرّي لترتيب المقاعد كثيرًا من التساؤلات: من هم الذين يجلسون قرب بعضهم بعضًا في السينودس عن السينودسية؟ وما هي المواضيع التي ستُناقش؟ وهل هناك مناقشات فعلية؟
وبدا الجهد واضحًا من جانب المنظِّمين للتأكّد من أنّ الأصوات حقًّا مسموعة. لذلك، جرى توزيع كتاب «تكلّم الشعب» على المشاركين وهو من تأليف ميريام فيلينز وفيمال تيريمانا. وتهدف هذه الخطوة إلى توفير إطار لجهود الجمعيات القارية.
وفي بداية الجلسة العامة في 9 أكتوبر/تشرين الأول، قال الكاردينال جان كلود هولريخ: «الجميع مدعوون ليكونوا جزءًا من الكنيسة».
وأضاف: «بتواصل يسوع العميق مع الآب من خلال الروح القدس، وصلت هذه الشركة إلى جميع الخطأة. هل نحن مستعدون لنحذو حذو المسيح؟ هل نحن مستعدون لفعل ذلك مع الجماعات التي تزعجنا لأنّ وجودها قد يهدد هويتنا؟» وأكّد هولريخ أنّ عدم فعل ذلك «سيجعلنا نبدو وكأننا نادٍ منغلق محصور بالهوية».
رسالة من المسيرة السينودسيّة الألمانيّة
كاد الظلام يخيّم على هذا الأسبوع بسبب رسالة تلقّاها المشاركون في السينودس من المطران جورج بيتزينغ من ليمبورغ الألمانية، وهو نائب رئيس المسيرة السينودسية الألمانية المثيرة للجدل، أي الحدث الخارج عن السينودس.
وتلقّى المشاركون في السينودس عن السينودسيّة مستندًا من 159 صفحة مُترجم إلى لغات عدة يتضمّن القرارات التي اتُّخذت في خلال المسيرة السينودسية الألمانية. ومن بين هذه القرارات تصويتات مثيرة للجدل بما في ذلك دعوات إلى إعادة تقييم المثلية، ومباركة زواج المثليين، وإنهاء عزوبيّة الكهنة. ويتناول المستند أيضًا مسائل التنوّع الجندري، ودور المرأة في الخدمات الطقسية، ومشاركة العلمانيين في اختيار الأساقفة الأبرشيين.
وفي بعض الحالات، تُمثّل القرارات الألمانية أفكارًا راعوية. إلا أنها تميل إلى تغيير تعاليم الكنيسة التقليدية في كثير من الحالات الأخرى. وبحسب نظامها الأساسي، تُرسَل هذه الاقتراحات إلى البابا.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
وجوهريًّا، تمضي ألمانيا قدمًا في خطط لإنشاء مجلس سينودسي دائم مُنتظِرةً موافقة البابا، وإن وافق، على أيّ تعديلات في تعاليم الكنيسة. وتبدو هذه المسألة مفتوحة بشأن استجابة روما والتحالفات التي قد تظهر في خلال هذا السينودس.
مياه هائجة
بينما تُقدّم المسيرة السينودسية الألمانية اقتراحاتها المثيرة للجدل، قد تؤدي الأمور الداخلية في السينودس إلى رفع بعض هذه الأفكار إلى المناقشات في روما.
وستحدّد مجريات الأحداث ما إذا كان السينودس عن السينودسية مزيجًا من الأفكار الجديدة، على غرار التلاقي التاريخي لنهرَي الراين والتيبر في منتصف القرن الفائت؛ عبارة توحي بإمكان تدفُّق الأجندات اللاهوتية التقدمية من الأراضي الألمانية إلى الحوار الكنسي الأوسع في روما كما حدث في المجمع الفاتيكاني الثاني.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.