أفيلا, السبت 14 أكتوبر، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديسة تريزا الأفيليّة في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. هي من اختبرت العفّة والطاعة والطهارة فاستحقت نعمة الدخول إلى البيت السماوي.
أبصرت تريزا النور في أفيلا بإسبانيا، عام 1515. ترعرعت وسط عائلة مسيحيّة تقيّة. كان لتربيتها وفق أسس الإيمان القويم، الجزء الأكبر في تكوين شخصيتها. كما كانت والدتها تروي لها باستمرار في ليالي الشتاء، كيفيّة محبة الله والعذراء، وتخبرها أيضًا عن سِير القديسين. ولمّا بلغت تريزا الثالثة عشرة من عمرها ماتت أمّها. فَبَكَتْ وحَزِنَتْ كثيرًا، وسألت العذراء أن تكون من الآن فصاعدًا أمّها.
وفي عمر المراهقة، ابتعدت عن الصلاة والمشاركة في القداس، وبدأت تهتمّ بالأمور الدنيويّة. عندئذٍ أحسّ والدها بالمخاطر التي تعصف بابنته، فأرسلها إلى مدرسة داخليّة للراهبات الأوغسطينيات في دير سيّدة النعم. فعادت تريزا إلى حياة التقوى ولكنّها بدأت تتأرجح بين خيارين: «الله والعالم».
ولمّا أُصيبت بالمرض، أيقنت تريزا «أنّ كلّ شيء عدم، والحياة قصيرة وزائلة!». حينئذٍ قرّرت هجر العالم وتكريس ذاتها للمسيح. فدخلت إلى دير التجسّد الكرملي في مدينة أفيلا لكنها تفاجأت هناك بسهولة الحياة الرهبانية إذ إنّ الراهبات يعشنَ حياة الرخاء، وتتميّز حياتهنّ بالتقوى العاديّة مثل أي مسيحي آخر، وما يميّزهنّ عن غيرهنّ حياة البتولية فقط.