وستخصّص أيضًا فترة بعد الظهر على مدى يومين هذا الأسبوع لـ«محادثة في الروح القدس» تصفها اللجنة المنظّمة بأنها وقت لتمييز السينودس بشكل مشترك. وبحسب الأقسام 37 إلى 39 من «وثيقة العمل»، تتكوّن هذه العملية من ثلاث مراحل: مداولات عميقة قبل التحدث في الجمعية العامة، وفترة صمت وصلاة للتناغم مع طلبات الآخرين، وجلسة لتحديد القضايا الرئيسة والوصول إلى توافق في الرأي.
وتهدف «المحادثة في الروح القدس» إلى صياغة وثيقة تجسد الإجماع والروح الجماعية بغض النظر عن تحقيق الأهداف المرجوة من عدمه. ويوحي حديث الكاردينال جان كلود هولريخ، المنسّق العام للسينودس، عن «خريطة طريق للعام المقبل» بأنّها محاولة اصطياد في مياه هائجة راهنًا. ففي الدورة الثانية من السينودس العام المقبل، قد ترتكز المحادثات على مواضيع محددة، على الرغم من أنّ هذا الأمر لا يزال مجرّد فرضية.
جدول أعمال إصلاحي
في بداية السينودس، بدا الإصرار على السرية واضحًا كما طلب البابا فرنسيس والأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريش والكاردينال هولريخ خوفًا من أجندات وسائل الإعلام. ومع ذلك، حاولت بعض الجماعات علنًا دفع أجندتها الخاصة هذا الأسبوع، آملةً بتغيير جوهر الكنيسة الكاثوليكية.
وفي السياق عينه، يروّج مصلحون مؤتمرًا بعنوان «الروح غير المُقَيَّدَة»، من 8 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول يُبَثّ عبر الإنترنت. وفيه تؤطّر الحدث وثيقتان بعنوان «نص بريستول» و«اقتراح دستور للكنيسة الكاثوليكية».
ويكشف «نص بريستول» عن أجندة واضحة، تقترح تصوّرًا للكنيسة ككيان علماني. ويطالب النصّ بهيكليات ديمقراطية على جميع المستويات. ويدعو إلى تجانس القانون الكنسي مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويحثّ على تجديد الخدمة الليتورجية. ومن ناحية أخرى، تتردد نبرة علمانية في «اقتراح دستور للكنيسة الكاثوليكية»، والدستور هو من صنع البشر. ومع ذلك، يتّخذ الدستور الإنجيل مرجعًا رئيسًا لكل مسيحي.
لكنّ الدفع باتجاه بلوغ كنيسة أكثر ديمقراطيةً مألوف عند مراقبي المسيرة السينودسية الألمانية ومبادرات أخرى.
ويظهر في برنامج المؤتمر، اللاهوتي رافاييل لوتشاني، أحد خبراء السينودس ومسهّليه. وقد شدد لوتشاني مرارًا في الماضي على حاجة هيكليات الكنيسة إلى ترميم سينودسي، بحسب رأيه.
ويشارك في المؤتمر أيضًا لاهوتيّ التحرير الجدلي ليوناردو بوف والرئيسة الإيرلندية ماري ماك أليس. وقد استخدمت ماك أليس في الماضي كلمات قاسية لانتقاد الكنيسة الكاثوليكية مثل «قنوات لرهاب المثلية»، وادّعت أنّ إعطاء المعمودية للأطفال ينتهك حقوق الإنسان. ومن المحاضرين الآخرين شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير. وتدور مداخلتها حول السلوك والتعاليم الكاثوليكية في ما خصّ النساء.
بناءً على ما تقدّم، يبقى السؤال الدائر في عقول كثيرين داخل قاعة السينودس الفاتيكاني الحالي كما خارجها: «أتعني هذه اللقاءات الموازية للسينودس تحرّكًا لمجموعات الضغط، أم أنّها محاولة للتأثير على الخطاب الإعلامي من دون توقّع أي تغيير في المسار السينودسي؟».
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.