بيروت, الأحد 8 أكتوبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسة بلاجيا التائبة في تواريخ مختلفة، منها 8 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هي من تركت حياة الزنى وأعلنت توبتها الصادقة، معانقةً حياة الصلاة والنسك والزهد.
ولدت بلاجيا في مدينة أنطاكيا، وترعرعت على الديانة الوثنيّة. كما تميّزت بجمالها الرائع، لكنّها سخّرته في حياة الزنى. ثمّ بَرَعَت في الرقص، وكان الناس يقفون من حولها وبخاصّة الشباب وهم ينادونها: يا لؤلؤة. جمعت ثروة طائلة بفضل تلك الحياة الرخيصة. وذات مرّة، بينما كان نونس أسقف بعلبك يزور إنطاكية، وقع نظره على بلاجيا، فحَزِنَ جدًّا لرؤيتها تسير في طريق الضلال، وتضرّع للربّ كي يحرّرها من هذا الأَسر ويخلّصها.
وفي أحد الأيام، كان الأسقف نونس يعظ الناس كي يتوبوا عن خطاياهم ويعملوا في سبيل خلاص نفوسهم، فكانت بلاجيا يومها من بين الحاضرين في الكنيسة. حينئذٍ أحسَّت بأنّ ذلك الكلام موجَّه لها، فبكت من الصميم. وبعد العظة ذهبت إلى الأسقف تسجد للربّ، نادمةً على خطاياها. ففرح الراعي الصالح نونس بعودة الخروف الضالّ إلى بيت أبيه. وبعدما تأكّد من توبتها منحها سرّ العماد وناولها القربان المقدس.
وهبت بلاجيا أموالها للفقراء والكنائس. ثمّ انطلقت لزيارة الأراضي المقدسة، وبعدها ارْتَدَت ثياب رجال وحملت اسم بلاجيوس واعتزلت الدنيا في مغارة عند جبل الزيتون، تَنشد حياة الصلاة والنسك والزهد. ولمّا وصل الشماس يعقوب من بعلبك إلى أورشليم، سمع الناس يتحدثون عن فضائل ذلك الناسك، فذهب لزيارته، ولكنّه وجده ميتًا مكلَّلًا بالنور الإلهيّ.