وأعلن البابا فرنسيس بعد ظهر الأربعاء في افتتاح السينودس بقاعة بولس السادس أنّ الكنيسة جمعاء توقّفت اليوم مصغيةً، طالبًا إيلاء الإصغاء أولويّة. ورأى أنّ «علينا تعلّم التمييز». في حين قال صباح الأربعاء في عظته ضمن القداس الافتتاحي للسينودس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إنّ الكنيسة لا تحتاج إلى نظرة استراتيجية بشرية وحسابات سياسية ومعارك أيديولوجية.
«دوبيا» ومنسوب القلق
في سياق متّصل، وقبل يومين من انطلاق السينودس نشر خمسة كرادلة لائحة شكوك، تُسمّى «دوبيا»، أرسلوها إلى الحبر الأعظم في يوليو/تموز وأغسطس/آب الفائتَيْن. وتتعلّق شكوكهم بتوضيح مواضيع مرتبطة بتطوير تعليم الكنيسة وهي: تكيّف الوحي الإلهي مع السياق التاريخي، ومباركة الارتباط المثلي، وسلطة السينودس المقبل، ورسامة المرأة للدرجات الكهنوتية، وسلطان غفران الخطايا.
وربّما ارتفع منسوب القلق من الرأي العام والتأطير الإعلامي، لكنّ هذا القلق يشير من ناحيته أيضًا إلى أجندة محددة. وقد شدد الكاردينال فرنانديز على أنّ «إعادة تفسير (الوحي الإلهي) إن كانت فهمًا أفضل للموضوع المُفسّر، فهذه دعوة الكنيسة إذًا». في حين يبدو من كلمة هولريخ الافتتاحية أنّ السينودس لن يحدد «كيفيّة التفسير الأفضل» بل كيف تنظر الكنيسة إلى ذاتها.
رسالة زِن
من ناحية أخرى، أعرب الكاردينال جوزيف زِن عن بعض المخاوف المتعلّقة بالسينودس الحالي حول السينودسيّة، داعيًا إلى التغيير. ووثّق زِن هذه الهواجس في رسالةٍ مسرّبة قبل أيّام من بدء السينودس في الفاتيكان. واتهم الكاردينال، في رسالته المؤرخة في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، المنظّمين بالتلاعب وتطبيق أجندة خاصة مُعرقلين بذلك المحادثات الكنسيّة الحقيقية.
توازن بين الاختلافات
في المحصلة، يقف المشاركون أمام تحدّي التعبير عن آرائهم بحرية في قاعة السينودس. فقد يكشف بعضهم عن مجريات السينودس للعالم المتابع له، وقد يصمت غيرهم كلّيًّا عن جميع مجريات النقاشات.
من ناحيتهم، يسعى منظّمو السينودس إلى إحقاق توازنٍ بين جميع الأجندات المجتمعة. ففي نظرة إلى المستقبل، تحدّث الكاردينال هولريخ عن خريطة طريق للسنوات المقبلة تحدّد مساحات توافقيّة وأخرى تحتاج إلى تفكير معمّق من أجل الاستجابة لنداء الروح القدس.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.