القاهرة, الثلاثاء 3 أكتوبر، 2023
يُعدّ القديس فرنسيس الأسيزيّ واحدة من أهم الشخصيات المسيحية. فهو لم ينقل الحضور الرهباني من قمم الجبال إلى الشارع بين الناس فحسب، بل أوصله إلى غير المسيحيين ما وراء البحار. فهل نجح في مسعاه هذا؟
من ميناء أنكونا الإيطالي انطلق فرنسيس إلى مدينة دمياط المصرية، والتي كانت ترابط حولها قوات الفرنجة ضمن ما يُعرف تاريخيًّا بـ«الحملة الصليبية الخامسة»، فوصلها في يوليو/تموز 1219. وبعد شهرين، تسلّل فرنسيس مع الراهب إيلوميناتو إلى معسكر المسلمين، ومن المحتمل أنّ الحراس قد قبضوا عليهما في بادئ الأمر بصفتهما جاسوسَين. لكنّ النتيجة الأهم تمثّلت في لقاء فرنسيس والسلطان الكامل الأيوبي.
وتصمت المصادر التاريخية الموثوقة عن موضوع الحوار الدائر بين الطرفين، لكنّها تتحدث في المقابل عن بقاء فرنسيس أيامًا في معسكر المسلمين، واصفةً إياه بالشخصية الملتهبة بغيرة الإيمان. كما تقول عنه إنّه كان يبشّر المسلمين بكلمة الله من دون أن يحرز تقدمًا يُذكر في هذه المسألة.
وبالطبع ليس بالضرورة أن تعني كلمة «تبشير» هنا المجاهرة بالإيمان المسيحي والدعوة الصريحة لاعتناقه؛ ففي الفصل السادس عشر من قانون الرهبانية الفرنسيسكانية الأول هناك إشارة إلى إمكانية التبشير بيسوع المسيح بين المسلمين وغير المسيحيين عمومًا بمجرد الحضور وحده لا غير.