وتناول «شك» الكرادلة الخامس الغفران. فبعد تشديد البابا الحالي في كلمات عدّة على ضرورة المغفرة للجميع ودائمًا، سأل الكرادلة إن كان ذلك يعني أنّ التوبة لم تَعُد شرطًا لغفران الخطايا في سرّ الاعتراف؟ فأجاب فرنسيس أنّ التوبة ضرورة للحصول على الحلّة الأسرارية. وذكّر بأنّ كرسي الاعتراف ليس مكتبًا جمركيًّا. وشرح أنّ هناك وسائل عدّة للتعبير عن التوبة. ففي حالة الأشخاص المجروح تقديرهم لذاتهم، إعلان ذنبهم يشكّل تعذيبًا كبيرًا لهم.
رسالة بأسئلة مباشرة
بعد ردّ البابا، أعاد الكرادلة بعث رسالة ثانية في 21 أغسطس/آب 2023 شاكرين فرنسيس على إجابته. لكنهم اعتبروا أنّه لم يُجب عن شكوكهم بل عمّقها. لذا أعادوا صياغة هذه الشكوك بأسئلة للإجابة عنها بـ«نعم» أو «لا».
فسألوا ما يمكن تلخيصه بالآتي:
أتستطيع الكنيسة أن تعلّم ما يتناقض مع تعليمها الإيماني والأخلاقي السابق؟
أيستطيع أحد الرعاة مباركة اتحاد بين مثليي الجنس فيجعلهم يعتقدون أنّ تصرّفهم ليس ضدّ شريعة الله ومسيرتهم نحو الله؟ ألا تزال العلاقة الجنسية خارج الزواج تُعدّ خطيئة بشكل موضوعي؟
أستكون للسينودس المقبل في الفاتيكان والذي يضمّ فقط قسمًا من الرعاة والمؤمنين في العالم، السلطة العليا في الكنيسة المنوطة حصريًّا بالحبر الروماني ومجمع الأساقفة مرؤوسًا من الحبر الروماني؟
أيمكن للكنيسة مستقبليًّا إعطاء الرسامة الكهنوتية للمرأة؟
أيستطيع أن ينال الحلّة الأسرارية عن خطيئته شخص تائب يرفض الالتزام بعدم الوقوع في هذه الخطيئة؟
إشعار للمؤمنين بالمسيح
في «إشعار للمؤمنين بالمسيح» صدر اليوم، أوضح الكرادلة أنهم قرروا تقديم لائحة الشكوك للبابا في ضوء تصريحات عدّة أدلى بها كرادلة رتبتهم عالية مرتبطة بالسينودس المقبل وهو «على ما يبدو يعارض تعاليم الكنيسة ونظامها الثابتَين».
وأعلنوا أنّ بيانات هؤلاء الكرادلة «شكّلت وما زالت تشكّل مصدرًا للغموض الشديد والوقوع في الخطأ بين المؤمنين وأصحاب النوايا الحسنة. وقد أعربنا عن قلقنا العميق للحبر الروماني». وأضاف الكرادلة أنّ المبادرة اتُّخذت وفقًا للفقرة 3 من البند 212 من القانون الكنسي، الذي ينصّ على واجب جميع المؤمنين «إظهار رأيهم في المسائل التي تتعلق بصالح الكنيسة أمام الكهنة المقدسين». وأكدوا أنّهم لم يلقوا إجابة من البابا عن رسالتهم الثانية.
لوائح الشكوك في حبريّة البابا فرنسيس
بات تقديم لوائح شكوك أمرًا بارزًا في خلال حبريّة البابا فرنسيس. ففي العام 2016، تقدّم الكرادلة بورك وبراندمولر وكارلو كافارا وجواكيم مايسنر بمجموعة من خمسة شكوك إلى البابا فرنسيس. وكان الغرض من ذلك، البحث عن توضيح حول تفسير الإرشاد الرسولي «فرح الحبّ»، وبخاصّة بشأن قبول الكاثوليك المطلّقين والمتزوجين من جديد في ممارسة الأسرار.
وفي العام 2021، أصدر مجمع عقيدة الإيمان ردًّا على لائحة الشكوك وأجاب بكلمة «لا» عن مسألة ما إذا كانت الكنيسة تملك «السلطة لتقديم البركة لزواج المثليين». وفي العام نفسه، أصدر مجمع العبادة الإلهية ردًّا على لائحة شكوك إزاء أسئلة متعددة تتعلق بالإرادة الرسولية «حرّاس التقليد» للبابا فرنسيس والتي تقيِّد الاحتفال بالقداس اللاتيني التقليدي.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
وفي يناير/كانون الأول من العام الحالي، أرسل الأب اليسوعي جيمس مارتن مباشرةً إلى البابا فرنسيس مجموعة من ثلاثة شكوك لالتماس توضيح بشأن تصريحات قدمها البابا في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس بشأن مسألة المثلية الجنسية. وأجاب البابا عن هذه الأسئلة برسالة كتبها بخط اليد بعد يومين.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.