بغديدا, الأحد 1 أكتوبر، 2023
تحوّلت الأنظار في الأيّام القليلة الماضية إلى بغديدا-قره قوش في محافظة نينوى شمالي العراق بعد فاجعة عرسها الذي انقلبت ضحكاته بكاءً واستحالت فرحته وَجَعًا «على فراق الأحبّة الراقدين على رجاء القيامة وألمًا مع الموجوعين، حروقهم تُحرِق قلوبنا وأوجاعهم تدمي عيوننا».
هكذا وصف الأب روني سالم أمين سر مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل خبرته الإنسانيّة والإيمانيّة عن فاجعة عرس بغديدا في حديث خاص لـ«آسي مينا»، واللحظات الطافحة بالألم التي عاشها مع البغديديّين بكلّ صعوباتها وخبراتها.
وأوضح أنّ المأساة بدأت في الساعة العاشرة والربع ليل الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول 2023 حينما شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من قاعة الأعراس. وشرح أنّه تلقّى اتصالًا من راعي الأبرشيّة يشدّد على الاتصال بمركز الدفاع المدني غير البعيد، ليصل رجال الإطفاء موقع الفاجعة بعد اتصالات عدّة، ولكن بعد فوات الأوان واحتراق القاعة بالكامل.
وعن خبرته الإنسانيّة المؤلمة في خلال مرافقته المصابين إلى المستشفيات قال سالم: «كيف يمكن أن نصف المصيبة؟ 83 رفاتًا لأبنائنا، نصلّي ونقدّس معًا كلّ يوم لكننا لم نستطع التعرّف عليهم، الحروق والدماء أخفت ملامحهم، ألا نعرف أبناءنا؟!».