بقلم: مادونا ليون عيواز
حلب, السبت 30 أبريل، 2022
كانت مصادفة جميلة أن الشهر التالي لافتتاح كنيسة سيدة البشارة بعد الترميم في حلب هو شهر أيار المخصص لتكريم أمنا مريم العذراء ففي كل يوم من هذا الشهر كان يجتمع عدد من سكان المنطقة المحيطة أو غيرها من المؤمنين في الكنيسة لتكريم والدتنا مريم من خلال صلاة المسبحة الوردية وترنيم التراتيل والابتهالات بألحان شرقية جميلة نابعة من القلب
وفي نفس الوقت من اللطيف أنه خلال شهري أيار وحزيران المخصصان لإكرام أمنا مريم العذراء وقلب يسوع الأقدس على التوالي ينذر العديد من المؤمنين أن يرتدوا ملابس مشابهة لما كانت ترتديه مريم العذراء أو القديس أنطونيوس لشهر كامل بشكل دائم وأينما ذهبوا حيث كنا نراهم في كل أنحاء المدينة يرتدون هذا اللباس من دون خوف ليذكرونا كيف يجب أن نعيش إيماننا في كل مكان في الشوارع والجامعات والمكاتب وأماكن العمل وغيرها يا له من أمر عظيم!
وعند افتتاح الكنيسة والمركز الرعوي المرافق تم تشجيع عدد من النساء والشباب على التسجيل في دورة تصفيف الشعر وكان هؤلاء المؤمنين من أول المشاركين من بين مجموعة كبيرة من الناس اللذين يعيشون في المنطقة التي دمرتها الحرب وفي شهر آب بدأت دورة المكياج وتصفيف الشعر وعندما تنتهي الدورة التدريبية يحصل المشاركين على شهادات رسمية تمكنهم من العمل.
بالنظر إلى الأمر من الخارج، قد يبدو للبعض عاديًا جدًا من حيث إقامة الدورات التدريبية التي أصبحت موجودة لدى أغلب الجمعيات والمنظمات الخيرية ولكن بالنسبة لهؤلاء السيدات والشباب بالتأكيد كانت مجرد فكرة الالتقاء ببعضهم البعض وتغيير ذلك الجو الرتيب الذي كانوا يعيشونه ومشاركة الخبرات مع بعضهم فقد وجدوا في هذا حافزًا لـ “إعادة البدء"
