بيروت, الأربعاء 27 سبتمبر، 2023
هل يصمت الله حقًّا وسط المحن؟ وإذا كان يصمت، فمتى يتكلم إذًا؟ وكيف ندرك أنّه هو من يخاطبنا؟ جميع هذه التساؤلات كانت محور حديثنا مع الرئيس الإقليمي لجمعية الآباء اللعازاريين في الشرق الأب رمزي جريج.
شرح جريج لـ«آسي مينا» أنّ الله يتكلّم من خلال محاور ثلاثة. أوّلًا، «من خلال الإنجيل، أي عبر الأشخاص الذين سبقونا واختبروا الحوار معه، فهذا أول مصدر لنا لنفهم منطق الله». ثانيًا، «يتكلم الله في أعماق قلب الإنسان وجوهره، وهنا لا أقصد العواطف والأحاسيس، فالقلب هو المكان حيث يطرح الإنسان التساؤلات الوجودية، من أنا؟ وما هو مصيري بعد الموت؟ من يحبّني بلا مصلحة؟... وقد قال القديس أغسطينوس: "خلقتنا يا ربّ وقلبنا لن يرتاح إلا فيك"، فالله يعمل في بحث قلبنا عنه، لأنّ حبّه وحده يُطمئن. وعندما نسمع صوت الله ويكون مطابقًا لكلمة الإنجيل ولمشتهى قلبنا، نتأكد حينئذٍ أنّه صوته، فهو لا يتكلم لغتَين». وأخيرًا، «يتحدث الربّ من خلال أحداث حياتنا، وبخاصّة من خلال قراءتها في ضوء حبّه لنا».
نشعر بأنّ الله تركنا
تابع جريج: «الله لا يصمت، والمشكلة أنّنا نعتقد ذلك، حين نغدو غير قادرين على سماع صوته، عندما ينشغل قلبنا بأمور الدنيا والأنانية. ونشعر أيضًا بأنّ الله تركنا، وسط صليبنا، فنحس بأنّ الربّ لا يتدخل، ولكنّه يترك الشر أحيانًا يتفاعل، ولا يريده أن يتوقف بطريقة عجائبية». وأضاف: «ورد في سفر أرميا: "لقد أغويتني يا رب" (أرميا 20: 7)، أي يسحرنا الله ويريدنا أن نختاره بملء حريّتنا، وبذلك ننتقل من مستوى أناني إلى مستوى كيف ينظر الله للأمور».