زحلة, السبت 9 أبريل، 2022
في الطقس البيزنطي، يفصل بين زمن الصوم والأسبوع العظيم المقدّس (أسبوع الآلام) يومان، هما سبت إقامة لعازر وأحد الشعانين. فإن قمنا بعدّ الأيّام، بالتحديد، من بدء الصوم حتّى يوم الجمعة السّابق للأسبوع العظيم المقدّس نكون قد عبرنا أربعين يومًا من الصوم والصلاة. فيأتي عندها هذان اليومان ليفصلا بين الأربعين يوم صوم والأسبوع العظيم الذي نتابع صومنا وصلاتنا فيه.
في الفصل 11 من إنجيل يوحنّا، يقيم يسوع لعازر من الموت. وإن تابعت قراءة ما بعد هذا الحدث في يوحنّا، تجد يسوع في بيت عنيا، حيث مَسَحت مريم قدميّ يسوع بالطيب، ليدخل بعدها إلى أورشليم، فيستقبله الجمع حاملاً سعف النخل هاتفاً: “هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ مَلِكُ إِسرائيل!” (يوحنّا 11: 13). ويُعيد الطقس البيزنطي تذكار إقامة لعازر قبل أحد الشعانين. فيشكّل بذلك سبت إقامة لعازر مع أحد الشعانين رمزًا على ما سيحدث بعد أسبوعٍ مع يسوع المسيح. حتّى إنّ نشيد عيد الشعانين، بحسب الطقس البيزنطي هو التالي: «أيُّها المسيحُ الإله، لقد أقمتَ لعازرَ من بينِ الأموات قبل آلامك، مؤكَداً القيامةَ العامَّة. فنحنُ أيضاً مثلَ الفتيان، نحمل رموز الانتصار، هاتفينَ إليك يا غالبَ الموت: هوشعْنا في الأعالي. مباركٌ الآتي باسم الرب».
يومٌ للتأمّل بعظمة الملك وتواضعه