بيروت, الأحد 24 سبتمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسة تقلا في تواريخ مختلفة، منها 24 سبتمبر/أيلول من كل عام. هي من اهتدت إلى الإيمان المسيحي عبر تعاليم القديس بولس، فتخلّت عن مجد الأرض وتحمّلت كل العذاب حبًّا بالمسيح، مكرّسةً بتوليتها له.
ولدت تقلا في القرن الأول، في مدينة أيقونية بآسيا الصغرى، ونشأت وسط أسرة وثنية وغنية. كانت فتاة رائعة الجمال وذكية تتمتّع بثقافة واسعة. خُطِبت لشاب لا يقل عنها شرفًا ومالًا. ولكن حين مرّ القديس بولس برفقة برنابا في مدينتها قرابة العام 45، سمعته تقلا، فأعجبت بتعاليمه. ثمّ آمنت عندئذٍ بالمسيح يسوع مخلّصًا، ونالت سرّ العماد ونذرت بتوليتها للمسيح.
سَألَتْها أمّها عن سبب تَبَدُّلِها، فأجابتها أنّها اعتمدت وآمنت بالمسيح ونذرت له بتوليتها. فغَضِبَتْ منها وكذلك خطيبها. ثم حاولت أمّها الضغط عليها كي تنكر المسيح، لكن من دون جدوى. أبلغت أمّها آنذاك حاكم المدينة بأمرها، فحاول إقناعها بتبديل موقفها، لكنها لم تأبه له، ما جعله يأمر بإضرام النار ليرميها فيها، فألقت تقلا بنفسها وبكل شجاعة وفرح في تلك النيران الملتهبة. إلّا أنّ الله خلّصها إذ نزل المطر وأطفأها. وبعدها، غادرت تقلا بيت والدها ولحقت بالرسول بولس ورافقته في رحلاته التبشيرية، حتى أنطاكية مبشّرةً بكلمة المسيح.
عَرفَ بأخبارها حاكم إنطاكية، فأمر بطرحها للوحوش عاريةً، إنّما الله ستر عريها ولم تؤذها أبدًا. ثم رُبطت إلى زوج من الثيران المخيفة وأحسّت تقلا بالألم الشديد، لكنّ العناية الإلهية أنقذتها، فأفلتها الثوران. وأخيرًا ألقاها الحاكم في هوة عميقة مملوءة بأفاعٍ سامة، فلم تؤذها. دُهِشَ الملك والجميع، فاستدعاها وسألها عن سر نجاتها من هذه المخاطر. فأجابته: «أنا خادمة المسيح ابن الله الحي، فهو سر خلاص النفوس». حينئذٍ، أطلق سراحها.