أربيل, السبت 23 سبتمبر، 2023
لطالما شكّلت العائلة الركيزة المؤسِّسة لأي مجتمع، ويعتمد مستقبله على ثباتها وديمومتها. ففيها يولد الإنسان وينشأ ويحظى بالدعم المادي والمعنوي والنفسي، وفيها يتلقى دروسه الأولى في الديانة والأخلاق والقِيَم، ليخرج إلى الحياة إنسانًا ناضجًا يسلك بالحكمة ويتعامل بالمودة.
لكنّ هذه المؤسّسة العريقة عُرضة اليوم لتحديات اجتماعية واقتصادية ونفسية وإعلامية تهدد سلامة العلاقات بين أفرادها. وهناك مؤشرات خطيرة لهذه التأثيرات كما أوضح المطران بشار متي وردة راعي إيبارشية أربيل الكلدانية في حديث خاص إلى «آسي مينا».
استنكر وردة «تزايد حالات التعنيف اللفظي والجسدي والجنسي، والإدمان على الكحول أو برامج التواصل الاجتماعي، فضلًا عن ازدياد عدد طلبات بُطلان الزواج». وأشار إلى عاملَين أساسيَّين مؤثّرَين في تعثّر مسيرة أي عائلة مسيحية ناشئة، أولهما تأثير المجتمع الذي لا يقتصر على تدخل الأهل أو المعارف في حياة العائلة الناشئة، وثانيهما الإعلام الربحي الجشع.
وفي هذا الصدد، أوضح وردة أنّ «مجتمعنا لا يزال يعدّ العائلة مرجعية أساسية، يبقى الشاب والشابة في كنفها لحين الزواج وبعده أحيانًا، ودورها محوري في تشكيل شخصية الفرد وأفكاره وقيمه التي يجب أن تتماشى مع قيم المجتمع». وبيّن أنّ نظرة الآخرين ورأيهم يضعان العائلة أمام تحدٍ عسير لإرضائهم، «ففي مجتمع يضع رضى الناس أولويةً، يواجه النشء الجديد، أطفالًا ومراهقين، معضلة اجتماعية حقيقية ما بين مجتمع يريدهم خاضعين لقيمه، ومجتمع افتراضي في هواتفهم المحمولة يحثّهم على الاستقلالية والتعبير الحر عن الذات».