وصل البابا فرنسيس إلى مرسيليا عند الساعة 4:03 من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي. وتمتدّ رحلته الرسوليّة إلى 23 سبتمبر/أيلول الحالي، حيث يشارك غدًا في اللقاءات المتوسّطيّة.
عند وصوله، حيّا الحبر الأعظم الصحافيين. وأكّد أنّ مرسيليا بوابة ونافذة على البحر المتوسّط، متمنّيًا أن تكون لديه الشجاعة لقول كلّ ما يرغب في قوله.
وكانت في استقبال فرنسيس رئيسة الوزراء الفرنسيّة إليزابيث بورن وأربعة أطفال بالزي التقليدي قدّموا له الزهور. بعدها اتّجه إلى بازيليك سيّدة لا غارد، لصلاة مريميّة مع الإكليروس الأبرشي. وفي كلمته، دعا إلى فتح أبواب الكنيسة والقلوب ليُظهر اللطف وجه الربّ.
وأردف: «من الجميل أن نكتشف بدهشة، في كل سنّ، الفرحة التي تضيء الحياة، في الأوقات السعيدة والحزينة من خلال الأسرار المقدّسة وننقل باسم الله آمالًا غير متوقّعة: قربه الذي يعزي وتعاطفه الذي يشفي وحنانه الذي يؤثّر. كونوا قريبين من الجميع، بخاصّة الأكثر هشاشة».
كما طلب من الكهنة والرهبان أن يجعلوا الناس تشعر بنظرة يسوع، وفي الوقت نفسه أن يحملوا نظرتهم إليه . في الحالة الأولى يكونون أدوات للرحمة وفي الحالة الثانية أدوات للشفاعة.
بعدها التقى الأب الأقدس القادة الدينيين بالقرب من النصب التذكاري للبحّارة والمهاجرين المفقودين في البحر. وأشار إلى أنّ البحر يذكّره بمأساة الغرق والموت. وشدّد على رفضه معالجة حوادث الغرق كأخبار عابرة، والأموات في البحر كأرقام لأنّهم أشخاص بأسماء وألقاب ووجوه وقصص وأحلام محطّمة. وأضاف أنّ أمام هذه المأساة، لا تكفي الكلمات، بل الأفعال الإنسانية: الصمت، والبكاء، والتعاطف، والصلاة. ثمّ دعا إلى الوقوف لحظة صمت.
وتحدّث فرنسيس عن الأشخاص الذين هربوا من الصراعات والفقر والكوارث البيئية ووجدوا في أمواج البحر الأبيض المتوسط رفضًا نهائيًّا لبحثهم عن مستقبل أفضل. وقال: «وهكذا أصبح هذا البحر الرائع مقبرة ضخمة، حيث يُحرم كثيرون من الإخوة والأخوات حتّى من حقّهم في الحصول على قبر والشيء الوحيد الذي يدفن هو الكرامة الإنسانيّة». ورأى أنّ العالم أمام تقاطع حضاري: الأخوّة والمحبّة اللتان تغذّيان المجتمع الإنساني بالخير من جهة، واللامبالاة التي تلطّخ البحر الأبيض المتوسط بالدم من جهة أخرى.
وفي ختام كلمته أكّد ضرورة إعادة بناء البيت المشترك وهدم الجدران ومدّ الجسور وإعطاء الإنسانيّة جسمًا جديدًا.