أربيل, الثلاثاء 19 سبتمبر، 2023
يتجّه بناء الكنيسة بحسب التقليد المشرقي «نحو الشرق حيث يقام المذبح، ويكون موقع "بيت الشهداء" ملاصقًا للجدار الواقع باتجاه الشمال. هناك، تُحفَظ ذخائر الشهداء والقديسين، لا سيّما الـ"حنانا" وتعني بالسريانية "تراب القديسين"، الممتزج بدمائهم». هكذا شرح خوري رعية كاتدرائية مار يوسف في عنكاوا العراقية الأب سافيو حندولا في حديث إلى «آسي مينا» معنى وضع «بيت الشهداء والقديسين» في الكنائس الكلدانية.
فبحسب تقليد عريق في كنيسة المشرق، لـ«بيت الشهداء» مكانته ومكانه الخاصّان تاريخيًّا. وأكّد حندولا أنّ إقامة بيت للشهداء في كنيسة المشرق تعود إلى زمن الاضطهاد الأربعيني (339-379) في عهد شابور الملك الفارسي. حينها، شرع مار ماروثا بُعيْد الاضطهاد بدفن رفات الشهداء والقديسين فضلًا عن تدوين سِيرهم.
تراتيل الشهداء
أشار حندولا إلى أنّ كنيسة المشرق تُعِدّ جميع شهداء الإيمان في القرون الأولى قديسين وتتبارك بذخائرهم. وتابع: «تحظى ذخائر الشهداء والقديسين بمكانة وتقديس عظيمَين في كنيستنا، إذ تتضمن صلوات الصباح والمساء، بحسب الطقس الكلداني، تراتيل خاصة تسمى "عونيثا دسهدي"، أي تراتيل الشهداء. فيطوف الكهنة والشمامسة في أثناء تلاوتها من الخورس بيت الشهداء ليختموا صلاتهم متباركين بذخائرهم».