حلب, الأحد 17 سبتمبر، 2023
تحتضن كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في حلب مساء اليوم حدثًا استثنائيًّا يتمثّل في السيامة الأسقفية لابن سوريا الأب حنا جلّوف وتنصيبه نائبًا رسوليًّا للاتين في حلب. يجري ذلك بوضع يد عميد دائرة الكنائس الشرقية المطران كلاوديو غودجيروتي، ومعاونة السفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.
قبَيل رسامته، خصّ الأب جلّوف وكالة «آسي مينا» بحديثٍ قال فيه: «هذا الحدث ليس تكريمًا لي فحسب بل لكلّ السوريين لأنها المرة الأولى التي يُعيِّن فيها الكرسي الرسولي في روما مطرانًا سوريًّا للطائفة اللاتينية في البلاد. وهذه الثقة الممنوحة لي من البابا فرنسيس لخدمة الكنيسة لم تأتِ من فراغ، فهو لو لم يكن قد رأى عملنا كرهبان فرنسيسكان بشكل عام وعملي بشكل خاص يوم كنا كمسيحيين نقاسي الاضطهاد لما كان اختارنا».
وعن حال المسيحيين في محافظة إدلب حيث ولد وخدم ككاهن لسنوات طويلة، يخبر الأب جلوف: «قبل الحرب كانت المحافظة تحصي نحو 10 آلاف مسيحي، أما الآن فلا يتجاوز عددنا 700 شخص يخدمهم راهبان فرنسيسكانيان بعدما كان لدينا قبل الأزمة 11 كاهنًا. لقد مررنا بظروف صعبة ولا سيّما من الناحية الإيمانية، سببها الجحافل الآتية إلينا من كل حدب وصوب. لكنهم عرفوا أننا أناس صادقون ومسالمون نعكس محبة الله للبشر، فبقينا هناك كي نثبت أنّ هذه الأرض مسيحية، وفيها حملنا تسمية "مسيحيين" للمرة الأولى، وأنه مهما حصل ستبقى المسيحية كوردة في هذه الأرض».