بيروت, الأحد 17 سبتمبر، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس روبرتس بلرمينو الأسقف ومعلّم الكنيسة في 17 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. هو من كرّس حياته بكلّيتها للصلاة والعمل والخدمة في حقل المسيح حتّى الرمق الأخير.
ولد روبرتس في إيطاليا، عام 1542. نشأ وسط عائلة كبيرة وغنيّة. تلقّى دروسه الأولى في مدرسة اللغات المحلّية، ولمّا فتح الرهبان اليسوعيون مدرسة لهم في بلدته، انتقل إليها وتعلّم فيها كيفيّة حبّ الله والقريب الى جانب العلوم الأخرى. وحين سمع صوت الله يجلجل في أعماقه، دخلَ الرهبنة اليسوعيّة، ورُسم كاهنًا عام 1570. عُيِّنَ مُدرِّسًا في المركز اللاهوتيّ في لوفان، بلجيكا. وكان القديس لويس غونزاغا أحد طلّابه.
لمع نجمه منذ كان طالبًا وتميّز بوعظه، فكان يشرح كلام الإنجيل للشعب بأسلوب سهل وممتع. كما انتُخب رئيسًا للرهبنة اليسوعيّة في إقليم نابولي. عُيِّنَ أسقفًا على مدينة كابوا في جنوب إيطاليا، ثمّ أعلنه البابا إكليمنضس الثامن كاردينالًا عام 1599. كتب مؤلّفات عدّة حول الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي وتفسير الكتاب المقدّس والتعليم المسيحي والروحانيات.
عاش روبرتس حياة صوم وتقشّف وصلاة، كما حصد إعجاب الجميع، فلم يميّز بين فقير وغني، وكان يزور المرضى ويقدّم الدعم للمحتاجين. وفي المحطّة الأخيرة من حياته، أصبح مستشارًا للبابا بولس الخامس، وأدّى دورًا مهمًّا في حلّ عدد من القضايا الشائكة. وحين بلغ السابعة والسبعين من عمره، تدهورت صحّته، فقدّم استقالته للبابا الذي رفض طلبه نظرًا لحاجة الكنيسة إلى عمله. عندئذٍ تابع نشاطه مطيعًا، حتّى ضَعُفَتْ قواه. ثمّ رقد بسلام وهو يردّد كلمته الأخيرة: «يسوع، يسوع»، وكان ذلك عام 1621. أعلنه البابا بيوس الحادي عشر طوباويًّا عام 1923، ورفعه قديسًا ومُعلِّمًا عام 1930.