بيروت, الخميس 14 سبتمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار ارتفاع الصليب المقدس، في 14 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. فصليب المسيح هو الجسر الذي يقودنا إلى بلوغ فرح الحياة الحقيقيّة والأبديّة.
"فإنّ لغة الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، أي عندنا، فهي قدرة الله" (كور1 1:18). يدعونا اليوم تذكار ارتفاع الصليب المقدس، إلى التأمّل في قدرة الله التي بدّلت نظرتنا إلى الحياة والموت.
فنتذكّر مشهد صلب الربّ يسوع على جبل الجلجثة، وما عرفه من ألم وعذاب، وكيف تجلّت محبّته العميقة والخلاصيّة وانتصاره العظيم على الموت والعبور إلى حياة جديدة. على خشبة الصليب، ارتفع المصلوب إلى مجد الآب، وبذلك تحوّلت أشواك الألم أي أداة التعذيب إلى مصدر للحياة الحقّ وعيش الغفران والرحمة ومصالحة الآخر ونشر السلام والطمأنينة.
انطلق الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب المقدس، في 14 سبتمبر/أيلول عام 335، من المكان الذي صُلِبَ فيه الربّ يسوع لأنّه يُعدّ محور الكون كلّه، ومنه جاء أيضًا خلاص العالم أجمع. واجتمع في ذاك التاريخ عددٌ لا يحصى من المؤمنين والحجّاج والرهبان والأساقفة في أورشليم من أجل تكريس كنيسة القيامة التي شيّدتها القديسة هيلانة بعد حدث اكتشافها المكان الذي حُجِبَ فيه صليب المسيح المقدس عن الأبصار، ثمّ أمرت برفعه على جبل الجلجثة.