يحتفل المسيحيون حول العالم بعيد الصليب المقدّس في 14 سبتمبر/أيلول من كلّ عام، من خلال تقاليد متنوعة ومهرجانات مميزة. ويكتسب العيد في العراق نكهةً خاصّةً تتجلّى في تقاليد سنويّة ثابتة يتناقلها المسيحيّون من جيل إلى جيل.
تُقام الاحتفالات في الأسبوع الذي يسبق العيد، وتتميز بفعاليّات تعكس العمق التاريخي والروحاني لهذا الحدث المقدس في العراق.
الصلبان المزيّنة
يُعدُّ تزيين الصلبان بالنشرات الضوئية وتعليقها فوق المنازل أحد العناصر البارزة في احتفالات عيد الصليب في العراق. ويعكس هذا المشهد رمزية اكتشاف القديسة هيلانة، أمّ الإمبراطور قسطنطين، الصليب المقدس. تُستخدَم مواد مختلفة في صنع الصليب، أكثرها شيوعًا الخشب والحديد فضلًا عن مواد أخرى. ويشارك في تثبيت الصلبان فوق المنازل أفراد العائلة عبر طقوس جميلة تخلّد هذا الحدث المهمّ في التاريخ المسيحي.
وفي بعض المناطق، يثبّت الأهالي عددًا من الصلبان الكبيرة فوق الجبال أو عند مداخل مناطقهم لإبراز هويتهم المسيحية. ويترافق هذا التقليد مع صلوات وترانيم بحسب الطقوس الكنسية المختلفة. كما يلجأ بعضهم إلى وضع صور ومجسّمات للصليب وتزيينها وإضاءتها على السطوح.
الشموع
تحرص بعض العائلات المسيحية على إشعال الشموع في المنازل وعلى السطوح، ما يرمز إلى الإيمان والتقدير للصليب المقدس. كما تعبّر الشموع عن النور والأمل اللذَين يزرعهما الصليب في حياة الناس. وإضافةً إلى ذلك، تحتفل بعض العائلات بإشعال النيران في الشوارع وباحات المنازل وفقًا لتقليد قديم.
الفعاليّات الدينية والخيرية
تولي الكنائس في العراق عيد الصليب أهميةً خاصّةً، إذ تحتضن فعاليات دينية واجتماعية في الفترة التي تسبق العيد. وتشهد الاحتفالات مسابقات لاختيار أجمل صليب من بين مجموعة تصاميم فنيّة وإبداعيّة يعرضها المشاركون. كما تنظّم الكنائس أنشطةً خيرية لمساعدة المحتاجين ودعم الأسر ذات الاحتياجات الخاصة. وتقدّم بعض الكنائس أعمالًا مسرحية تجسّد قصة اكتشاف القديسة هيلانة الصليب المقدس، فضلًا عن أنشطة روحية وثقافية أخرى.
رئيس تحرير مرحليّ في «آسي مينا» وكالة الأنباء الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إعلامي وصحافي ومقدّم برامج تلفزيونيّة، معروف أيضًا باسم «زين أنور».
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
اتّخذت الكنيسة الكلدانيّة الصليب المُمَجّد دون المصلوب تقليدًا ورمزًا أساسيًا في معظم كنائسها. فانطلاقًا من لاهوت القيامة مع الله الذي غلب الموت، توضع خشبة الخلاص فارغة، أي ليس عليها جسد الرب. فعود الحياة لدى الكلدان هو كالقبر الفارغ، يبشّر بأنّ الرب قد قام.
بعد أكثر من خمسة أعوام على تحرير باطنايا من سيطرة العصابات الإرهابيّة، أُعيدَ نصب الصليب على قبّة كنيسة مار قرياقوس في البلدة.
وعلى الرغم من تأخّر إعمار البلدة إثر تعرّضها لدمار شمل 80 في المئة من مساحتها بعد سيطرة العصابات الإرهابيّة في العام 2014، تعود الحياة تدريجيًّا إلى باطنايا، وها هو صليب كنيستها العريقة المسمّاة على اسم مار قرياقوس يرتفع مجدّدًا على قبّتها.