أعلنت كلير سعيد، المشارِكة في السينودس المقبل المُزمع عقد دورته الأولى في أكتوبر/تشرين الأول بالفاتيكان بعنوان «من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة»، أنها تدعم منح النساء درجة الشمّاسية في الكنيسة.
وفي حديث إلى «آسي مينا» لفتت سعيد إلى أنّ هناك نوعًا من الانتفاضات في الشرق الأوسط ضد موضوع شمّاسية المرأة. وقد يكون أحد أسبابها وجود المسيحيين في محيط مسلم تتداخل أفكاره معهم. ولفتت إلى أنّ في أماكن عدة بالشرق لا تُعطى المرأة بعد قيمة ومكانة صحيحتَين. وإذا أُعطيَت قيمة، فلا يشمل ذلك أن تكون ضمن الخدمة الكنسية.
من هي كلير سعيد؟
تبوّأت سعيد المنتمية إلى أبرشية صيدا للروم الكاثوليك مناصب ومراكز عدة في مهنتها وخدمتها للكنيسة. فهي اليوم مديرة مدرسة السيدة التابعة للفرير دي لاسال في منطقة فرن الشباك اللبنانية. وكانت الأمينة العامة للمجلس الرسولي العلماني في لبنان ومسؤولة عالمية عن حركة رسالة الأولاد ميداد. وهي اليوم رئيسة جمعية فراتيلي العاملة في الحقلَين التربوي والاجتماعي مع الأولاد المهجرين السوريين والعراقيين.
شاركت سعيد في الجمعية السينودسية القارّية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط التي عُقدت في حريصا بلبنان. وتشارك في أكتوبر/تشرين الأول المقبل مع «الشهود عن المسيرة السينودسية» بالفاتيكان. ففي سابقة أرادها البابا فرنسيس، يحضر هذا السينودس، إلى جانب الأساقفة، كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيون يملكون حقّ التصويت. وقد تُطرح في خواتيمه بنود أو موضوعات للتصويت عليها فتكون توصيات تُرفع إلى الأب الأقدس.
المثلية وكهنوت المرأة
في حين أبدت سعيد انفتاحًا على شمّاسية المرأة، استبعدت مباركة الكنيسة زواج المثليين. وقالت إنها كالكنيسة تحبّ هذه الفئة من الناس وتحترمها وتقبلها. لكن من غير المقبول تشريع زواج مماثل. وفي ما خصّ كهنوت المرأة، ترى سعيد أنّ من المبكر الحديث عن هذا الموضوع بعد، بينما يجب اليوم السماح بشمّاسية المرأة.
جرأة البابا فرنسيس
أشارت سعيد عبر «آسي مينا» إلى أنّ «قرار البابا فرنسيس بحضور العلمانيين، من خلال المشاركة والتصويت، كان جريئًا. وقد ينتقده بعضهم من ذوي الفكر القديم. وهو يشكّل خطوة عملية وملموسة تدفع الكنيسة إلى منحى أكثر دائرية وأقلّ هرمية، محاكيةً بذلك لغة العصر». كما لفتت إلى أنّ «العلمانيين لديهم شغف بكنيستهم، ومن المهم أن يشاركوا ويُسمعوا صوتهم وأن يكون هناك خط مفتوح بينهم وبين الإكليروس».
يُذكر أنّ تصويت السينودس لا يُلزم البابا فرنسيس تبنّيه. فالقرار النهائي سيتخذه هو ولو كان مناقضًا لتوصيات السينودس. فعلى سبيل المثال، طلب السينودس الخاص من أجل الأمازون الذي عُقد في روما عام 2019 إلى الأب الأقدس السماح برسامة رجال متزوجين للدرجة الكهنوتية في منطقة الأمازون، وهو أمر غير مسموح به في الكنيسة اللاتينية على عكس الكنائس الشرقية، لكنّ فرنسيس لم يشرّع هذا الطلب.
تستعدّ الكنيسة في لبنان بعد أيام للاحتفال بإطلاق «الوثيقة التأسيسية للمسار السينودسي حول المرأة». فمنذ مارس/آذار الماضي، انطلقت مسيرة سينودسية خاصة بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع ببركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورعايته، وقد وصلت اليوم إلى جمع خلاصاتها بوثيقة.
شدّد الكاردينال روبرت سارة، العميد الفخري لدائرة العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار المقدّسة، على «فرادة الكهنوت»، محذّرًا من أن أيّ مجمع كنسي أو سينودس لا يمكنه «ابتكار كهنوت نسائي».