بيروت, الثلاثاء 5 سبتمبر، 2023
قد يكون اسم «شربل» قديس لبنان، الأشهر والأوسع انتشارًا اليوم. لكنّ شربل الرهاوي كان له السبق والأولوية في القداسة. فقد نال إكليل الشهادة في سبيل إيمانه المسيحي وصار شفيعًا لكثيرين، وشربل مخلوف أشهر أسميائه وطالبي شفاعته.
في العام 105 الميلادي، حينما كان القديس برسميا، ومعنى اسمه بالسرياني ابن الأعمى، أسقف الرها (أورفا الحالية بتركيا)، وشربل، معنى اسمه بالسرياني قصة الإله، كبير كهنة المعبد الوثني فيها، «أصدر تريانس قيصر (روما) أمرًا لجميع حكام الولايات الخاضعة لسلطته بأن يكثروا من تقديم الذبائح للآلهة... وأن يُلقى القبض على الذين يرفضون وتُنزل بهم أقسى العذابات ثم تُقطع رؤوسهم»، كما ورد في كتاب «سير شهداء المشرق» للأب ألبير أبونا.
وفي يوم احتفال عظيم في الرها، «اجتمع أهل المدينة كلهم للاحتفال بالتقدمة الكبيرة وسط المدينة وجُمعت الآلهة كلها بأبهى زينتها... وكان الأحبار يقدمون البخور والسكائب وتُنحر الأغنام والثيران وتفوح رائحة الشواء ترافقها أصوات الغناء وقرع الطبول. وكان شربل رئيس جميع الأحبار يتيه بجلال، لابسًا أفخر الحُلل وواضعًا تاجًا ذهبيًّا على رأسه ويصدر الأوامر كما يشاء».
وسط الاحتفال، تقدم برسميا الأسقف وقال لشربل: «ليطالبك المسيح ربّ السماء والأرض بجميع هؤلاء الذين تضلّهم وتخدعهم وتبعدهم عن الإله الحق». وشرع يعظه عن الإيمان الحق بالخالق الأوحد وبطلان السجود «للأصنام المخلوقة الباطلة العاجزة عن عمل أي شيء».