بيروت, السبت 2 سبتمبر، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس ماما في 2 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. هو من عاش حياته في الصلاة ومحبّة القريب، وبشّر بكلمة المسيح حتّى الاستشهاد.
ولِدَ ماما في قيصريّة الكابدوك في أواسط القرن الثالث. كان والداه مسيحيَّيْن مواظبَيْن على عيش نعمة الصلاة والعبادة، يهتمّان بخدمة الفقراء والمحتاجين، ويشهدان للمسيح من حولهما بكلّ شجاعة. وفي أحد الأيّام، أبلغ عنهما بعض الأشخاص إلى الحاكم الوثني ألكسندروس الذي أمرهما بالسجود للأوثان. لكنهما رفضا طلبه بشدّة، عندئذٍ أمر بجلدهما وألقاهما خلف القضبان. رقد والده بسلام من شدّة تعذيبه. أمّا أمّه، فأنجبته في السجن ثمّ ماتت هي أيضًا.
بعد ذلك الحدث الأليم، حضرت أرملة مسيحيّة فاضلة اسمها "أميا" إلى السجن، وطلبت من الحاكم أن يسمح لها بأخذه وبدفن والديْه. ومنذ ذلك الوقت، كبر الطفل في أحضانها وكان يناديها "ماما"، ولفرحها الشديد به كانت تناديه هي أيضًا "ماما". فعلّمته كيفيّة عيش الصلاة والإصغاء الدائم لكلمة الإنجيل المقدس.
وقد تأثّر جدًّا بسيرة والديه البطلَين. تميّز بتواضعه ومحبّته للقريب ودعمه المتواصل للفقراء على مثال والدَيه، كما كان يشكر المسيح باستمرار على نعمه اللامتناهية في حياته.