أولان باتور, الأربعاء 30 أغسطس، 2023
ينطلق البابا فرنسيس غدًا في رحلة رسولية إلى منغوليا، أرض السماء الزرقاء الأبدية، التي شهدت عام 1992 ولادة ثانية للمسيحية الكاثوليكية في إثر تغيّر حكامها وسقوط الاتحاد السوفياتي. لكنّ الكثلكة دخلت البلاد للمرة الأولى قبل ذلك التاريخ بنحو 750 عامًا.
بدأ تاريخ الكثلكة في منغوليا مع عهد كويوك خان، حفيد جنكيز خان. إلّا أنّ المسيحية لم تكن غريبة على كويوك خان. فكنيسة المشرق حضرت في منغوليا وكان كويوك خان يجلّها ويقدّرها، بحكم أنها دين والدته ومربيه ومستشاره.
موفد باباوي
استقبل كويوك خان في حاضرته قراقورم أول بعثة كاثوليكية عام 1246، أرسلها البابا إينوشينسيوس الرابع وترأسها أحد تلامذة القديس فرنسيس الأسيزي، جيوفاني دي بيان ديل كاربيني. إلا أنّ لوم البابا في رسالته حكام المغول، واستنكاره اعتداءاتهم على الشعوب، وحضّه لهم على التوقف عن ذلك والتكفير عن خطاياهم، هذه كلّها أثارت امتعاض كويوك. فطلب من الأب الأقدس وملوك الغرب الأوروبي أن يحضروا بأنفسهم ليقدموا له الطاعة والجزية، مؤكّدًا أنّ إمبراطوريته ليست إلا وسيلة عقابية مرسَلة من السماء لتدمير المتمردين على حكم السماء.