بيروت, الأربعاء 30 أغسطس، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار الطوباوي إسطفان نعمه في 30 أغسطس/آب من كل عام. هو من تميز بمحبته العميقة للصلاة، فكان يمضي يومه بالتأمل وتلاوة الوردية والسجود أمام القربان الأقدس والخدمة والعمل في حقول الدير، وهكذا عاش حياته حتّى الرمق الأخير.
أبصر يوسف النور عام 1889 في بلدة لحفد الشمالية. تميز بحبه العميق للصلاة منذ طفولته، كما كان يرفعها باستمرار بعد دروس القراءة والكتابة التي تلقاها تحت السنديانة مع أبناء قريته. وحين أصبح شابًّا، ظلّ مثابرًا على الصلاة والتأمّل والتمعّن في كل كلمة من سبحته، وكان يردد دائمًا: «الله يراني». ولمّا سمع صوت الربّ يناديه، ترك بيت أهله، ودخل الرهبانية اللبنانية المارونية، وترهّب بعد سنتَي ابتداء في كفيفان بدير مار قبريانوس ويوستينا، فاختار إسطفانوس اسمًا له في العام 1907.
كان إسطفانوس نشيطًا ومحبًّا للقريب والخدمة، قليل الكلام، ويتمتع ببنية قوية وصحة جيدة. برع بالعمل في النجارة والبناء وفي التأمّل أكثر بما أفاض عليه الله من نِعَم. فأمضى وقته في الأديار بين الصلاة والعمل.
كان يحضر قداديس الكهنة، ثمّ يوزع ساعات نهاره على فعل الصلاة والتأمّل، وتلاوة الوردية، والسجود أمام القربان المقدس، والعمل في أرزاق الدير الذي كان رئيس حقوله لأنه أتقن الزراعة. وهكذا بنى ملكوته الرهباني، على أساس التواضع المتجذّر والمتين، حتى استحقّ أن يُطلِق عليه معاصروه لقب «مرآة التواضع والوداعة».