بيروت, الأحد 27 أغسطس، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار مار موسى الحبشي في 28 أغسطس/آب من كلّ عام. هو من كان يمارس أعمال النهب والسطو والقتل، حين كشف له الله عن ذاته تاب من الصميم وعاش حياة الصلاة والصوم حتّى نال إكليل الشهادة.
أبصر موسى النور بين عامَي 330 و340 في جنوب مصر. كان أسود اللون، وقيل أنّه من الأحباش أو قبائل البربر، فعُرف باسم «موسى الحبشي». كان رئيسًا لعصابة قطّاع طرق، ويمارس أعمال النهب والسطو والقتل. على الرغم من كلّ ما اتصف به من رذائل، كان يخاطب الشمس باستمرار كأنّها الإله الحقيقي، طالبًا منه أن يكشف له عن ذاته. حينئذٍ، سمع صوتًا يرشده إلى البرّيّة للقاء الرهبان.
ولمّا وصل إلى برّيّة شيهيت، التقى القديس إيسيذورس بينما كان يخرج من قلّايته، فأخافه منظره. ثمّ سأله: «ماذا تفعل يا أخي هنا؟» أجابه موسى: «قد سمعت أنك عبد الله الصالح، ومن أجل هذا هربت، وأتيت إليك لكي يخلّصني الإله الذي خلّصك».
ألحّ عليه وهو يذرف الدموع قائلًا له: «أريد أن أكون معك على الرغم من اقترافي خطايا عظيمة». لمّا أحسّ بصراحته وصدق كلامه، أخذه إلى الأنبا مقاريوس الذي اهتمّ به، وبدأ يعلّمه ويرشده برفقٍ، ثمّ منحه نعمة العماد، وسلّمه إلى إيسيذورس كي يتابع تعليمه.