1. المطلوب الأوحد الذي يشير إليه الربّ يسوع هو سماع كلمة الله، قراءةً كان أم سماعًا، أم كرازةً أم تعليمًا. وبالنسبة إلينا نحن المسيحيّين، كلمة الله هي شخص يسوع المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل. الذي كتب عنه يوحنّا الإنجيليّ: «في البدء كان الكلمة، ...، والكلمة هو الله، ... والكلمة صار بشرًا وسكن بيننا» (يو 1: 1 و 14).
سماع كلمة الله «كمطلوب أوحد» لا يقصي أي عمل آخر، بل يتقدّمه ليعطيه معنى وقيمة واندفاعًا. هذا ما أراد الربّ يسوع قوله لمرتا المنهمكة في شؤون الضيافة، فيما أختها مريم راحت تسمع كلمة الله من فم يسوع قبل أن تبدأ عملها.
2. ما أجمل وأغنى أن يبدأ الإنسان نهاره بقراءة نصّ صغير من الإنجيل أو من الكتب المقدّسة. فإن فَعَلَ كان عمله صالحًا ومثمرًا، ونال قوّةً وديناميّةً وحبًّا للخدمة والعطاء بحبّ. فلا ننسى أنّ يسوع-الكلمة يخاطب كلّ إنسان في مختلف مراحل حياته الحلوة والمرّة: أكان في حالة الصحّة أو المرض، أم في حالة الغنى أو الفقر، أم في حالة العيش الكريم أو الظلم. فيسوع-عمّانوئيل، «الله معنا» هو رفيق درب كلّ إنسان ليقطعه بسلام.
3. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي فيها نسمع الله يكلّمنا في القراءات والأناشيد، ونحن نخاطبه بدورنا في الصلوات التي نرفعها. وإذ أرحّب بكم جميعًا، أوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم النائب السابق الدكتور سليمان بولس بك كنعان الّذي ودّعناه بالأسى وصلاة الرجاء منذ عشرة أيّام مع زوجته وأولاده وأهالي جزّين ومنطقتها التي تحفظ له الجميل بفضل ما حقّق من خدمات وإنجازات.
ونوجّه تحيّة خاصّة لعائلة المرحومة ماري ديراني قزّي التي ودّعناها بالأسى الشديد وصلاة الرجاء في مطلع هذا الأسبوع مع بناتها وابنيها وعائلاتهم وأنسبائهم، ومع أهالي طبرجا والكسليك وكثيرين من معارفهم وأصدقائهم.
إنّ القاسم المشترك بين المرحومين عزيزينا هو سنوات الألم الذي تحمّلاه بالصبر والصلاة. فنصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسيهما ولعزاء أسرتيهما، سائلين المسيح الفادي الذي أشركهما في آلامه أن يشركهما في مجد قيامته.