حلق الوادي, السبت 19 أغسطس، 2023
ليس واقع المسيحيين في تونس تحت الأضواء والمجهر. يُعزى ذلك إلى سببَين جوهريَّين أوّلهما تراجع مظاهر التضييق الذي مارسته الحركات الإسلامية مع صعودها مطلع العقد الماضي، وثانيهما ضعف أعداد المسيحيين في الدولة الواقعة شمال إفريقيا والتي تعتنق الغالبية الساحقة من سكانها الإسلام.
بشيء من سلام وسكينة يعيش المسيحيون في تونس. لا إحصائيّات رسمية لأعدادهم الدقيقة، إلّا أنّ أكثر التقديرات تفاؤلًا تشير إلى ما لا يتجاوز 35 ألفًا. إلباسهم صفة «الأقلّية» يزرع فيهم حافزًا أكبر للبقاء في تلك الأرض مع كنيستهم التي تسعى إلى نسج أفضل العلاقات مع الآخَر حفاظًا على مكانها ومكانتها.
من بين مظاهر التمسّك بالبقاء، يبرز تقليدٌ سنويّ تشهده تونس في الخامس عشر من أغسطس/آب، أي بالتزامن مع احتفال دول عدّة بعيد انتقال السيّدة العذراء. «خرجة المادونا» أو ما يُعرَف أيضًا بـ«موكب سيدة تراباني»، مهرجان سنويّ يُنظَّم في اختتام موسم الصيف.