روما, الجمعة 18 أغسطس، 2023
دعا البابا فرنسيس المسيحيين وجميع البشر حسني الإرادة إلى عدم صمّ آذانهم عن الصرخة المرتفعة من هذا العالم إلى الله. وطلب الأب الأقدس منهم أعمالًا ملموسة وخيارات مشتركة تُبنى من خلالها ثقافة سلام، إذ لا تكفي الخطابات، على حدّ تعبيره.
بمناسبة اللقاء الرابع والأربعين للصداقة بين الشعوب، المُنعقد في مدينة ريميني الإيطالية بين 20 و25 أغسطس/آب الحالي تحت عنوان «الوجود البشري صداقة لا تنتهي»، بعث الأب الأقدس رسالة إلى أسقف ريميني نيكولو أنسيلمي، مفسّرًا من جديد معنى الأخوّة وأهميتها لمجتمع اليوم.
وفي الرسالة المبعوثة عبر أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والتي تحمل توقيع هذا الأخير، شرح البابا أنّ عنوان اللقاء جريء لأنّه يسير بعكس تيارات الفردانية واللامبالاة المعاصرة التي تنتج الوحدة الاجتماعية. وشدد على أنّ أحدًا لا يستطيع أن يخلّص ذاته بذاته. ولفت الانتباه إلى أنّ يسوع أتى للبشر صديقًا. وأضاف أنّ الله أرسل ابنه كي يتعلّم الإنسان معنى الأخوّة.
واقتبس بارولين من مؤسِّس حركة «شركة وتحرير» العالمية الكاثوليكية الخوري الإيطالي لويدجي جوسياني قائلًا إنّ تجسّد ابن الله قد حلّ الوحدة البشرية، مجتثًّا إيًاها من جذورها فصار الوجود البشري حوارًا عميقًا. وسلّط بارولين الضوء على تعليم البابا فرنسيس حول الأخوّة في الإرشاد الرسولي «المسيح يحيا»، إذ شرح الأب الأقدس أنّ الأصدقاء الأوفياء انعكاس لحنان الله وتعزياته. وذكّر بارولين برسالة فرنسيس العامة «جميعنا إخوة» حيث يدعو إلى الأخوّة مع الجميع حتّى في أحلك ظروف الحرب.