بيروت, الاثنين 14 أغسطس، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديس مكسيميليان كولبي في 14 أغسطس/آب من كلّ عام. هو الكاهن الفرنسيسكاني الذي اختار الاستشهاد بدلًا من شخص غريب في معسكر الاعتقال والموت النازي الألماني في أوشفيتز ببولندا.
أبصر رايموند النور في زدونسكا وولا ببولندا عام 1894. تميز بطبيعة حيوية وعفوية وعنيدة. في طفولته، وبينما كان يصلّي ذات يوم لوالدة الله طالبًا المغفرة على فعل طائش ارتكبه، ظهرت له العذراء مريم مقدِّمة له تاجَين، أولهما أبيض رمزًا للنقاوة وثانيهما أحمر دلالة على الشهادة. وسألته العذراء أن يختار واحدًا منهما، فاِنْتَقَى الاثنين. وفي عمر المراهقة، دخل رايموند إلى رهبانية الإخوة الأصاغر الديريين، ولمّا أعلن نذوره الرهبانية، حمل اسم مكسيمليان ماريا.
أسّس رسالة الحبل بلا دنس التي شكلت رائعة حياته. كما أنشأ مجلة «فارس الحبل بلا دنس» الشهرية وأنشأ مدينة على اسم السيدة العذراء ليعمل منها على نشر الإكرام المريمي في بلاده. وانطلق بعدها إلى اليابان ليقيم مدينة ثانية لمريم العذراء بالقرب من ناغازاكي. فقد كان هدف حياته حمل العالم بأسره إلى يسوع عبر مريم البريئة من العيب.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية، اعتقلته القوات النازية التابعة لأدولف هتلر بتهمة مساعدة اليهود والانضمام إلى جماعات بولندية سرية. فسُجِن في وارسو، ثم رُحِّلَ إلى مخيم اعتقال في أوشفيتز. وأُجبِر آنذاك على حمل الموتى إلى محرقة الجثث. وعلى الرغم من تلك المعاملة المشينة، لم يستسلم بل تابع نشاطه الخيري، وفي سبيله تحمل الإهانات والعنف من الحرّاس.