أربيل, السبت 12 أغسطس، 2023
خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، «ذكرًا وأنثى خلقهما» (تكوين 1: 27). ودعاهما إلى مشاركته في الخلق عبر إنجاب الأولاد عطية منه وثمرة تتوج علاقة الحب المكلَّلة بالزواج بين الرجل والمرأة. وبارك الله البشر وقال لهم «أثمروا واكثروا واملأوا الأرض» (تكوين 9: 1).
ولفهم رأي الكنيسة الكاثوليكية في موضوع الإنجاب، كان لـ«آسي مينا» حديث خاص مع راعي كنيسة البشارة في بغداد الأب بشار باسل. شدّد باسل على ضرورة التمييز أولًا بين «تنظيم النسل» المقصود به اتفاق الأزواج على إطالة الفارق الزمني بين ولادات أبنائهم، و«تحديد النسل» الذي يعني رفض الإنجاب وعدم رغبة الزوجين فيه.
وبيّن باسل أنّ الكنيسة، من منطلق تعليمها الأخلاقي والأدبي، ترفض بشكل قاطع استخدام الوسائل الاصطناعية والكيميائية والميكانيكية والجراحية في تحديد النسل، مهما كانت ظروف العائلة صعبة. فهي منافية لغايات الزواج المتضمِّنة خير الزوجَين وإنجاب الأطفال وتربيتهم.
وأكّد باسل تشجيع الكنيسة اتباع الأساليب الطبيعية، لأنّ الكنيسة أمّ ومن واجبها الاعتناء بأولادها وإرشادهم إلى الصواب بكل حكمة ومحبة. وأوضح أنّ الكنيسة لا تمانع تنظيم النسل عبر وسائل طبيعية يلجأ إليها الزوجان لتأجيل الحمل مدّة معينة، عبر «العفة من حين إلى آخر، وأساليب تنظيم النسل المرتكزة على المراقبة الذاتية واللجوء إلى أوقات العقم»، كونها متوافقة مع المقاييس الأخلاقية الموضوعية وتحترم جسد الزوجين. وهذه الوسائل تنمّي أيضًا حرية صحيحة، بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. وينظر هذا التعليم إلى كلّ فعلٍ يُقصد به جعل الإنجاب مستحيلًا، سيئًا في حد ذاته.