بيروت, الاثنين 7 أغسطس، 2023
تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس الشهيد ضومط في تواريخ مختلفة، ومنها 7 أغسطس/آب من كلّ عام. هو من تحوّلت حياته من مضطَهِد للمسيحيين إلى معتنق للديانة المسيحية ومبشّر بكلمة المسيح حتى الاستشهاد.
عاش ضومط في مدينة أمَد في القرن الرابع، وكان وثنيًّا فارسيًّا، ووزيرًا في عهد الملك يوليانوس الأريوسي الذي كان يحضّه على ممارسة جميع أنواع التعذيب والاضطهاد في حقّ المسيحيين، ولا سيّما الإكليريكيين منهم. وفي أحد الأيام، أصيب ضومط بداء المفاصل، فرجع إلى أعماقه باحثًا عن حقيقة ذاته والوجود، وقرّر بعدها ترك حياة الكفر وخدمة الملك، ثم اكتشف سرّ العبادة الحقّ، ونال بعدها سرّ العماد معلنًا إيمانه الراسخ بالربّ يسوع.
بعدئذٍ، هجر وطنه الأمّ، قاصدًا أحد الأديار في نصيبين حيث ترهّب. انكبّ على قراءة الكتب المقدّسة. وحين رغب رئيسه في ترقيته إلى درجة الكهنوت، اعتذر تواضعًا، وهرب إلى مغارة في أحد الجبال. ظل ساكنًا هناك لأعوام عدّة، منشدًا حياة النسك والتقشف، مكرّسًا حياته بكليّتها للصلاة. ثم بكى طويلًا ومن الأعماق تائبًا على خطيئته، فاجتذب كثيرين إلى عيش التوبة الحقيقية. وكان سببًا في رد كثرٍ من عبدة الأوثان إلى الإيمان القويم، وجاء الناس إليه من كلّ حدب وصوب، يطلبون صلاته وشفاعته. فمنحه الربّ نعمة صنع الآيات، ولا سيّما شفاء المصابين بداء المفاصل.
ولمّا بلغت أخباره الإمبراطور يوليانوس الجاحد، لم يعجبه أن يرى الناس يتدفقون على رجل الله ويتأثرون به. فأرسل إليه من يأمره لكي يتوقف عن استقبال الناس، لكنّ ضومط لم يستجب لطلبهم وتابع رسالته، بإعطاء البركة والعزاء لكلّ من يطلبها منه. عندئذٍ أمر برجمه من دون رحمة، وسدّ باب المغارة عليه، ما أدى إلى موته، وكان ذلك في القرن الرابع.